قصة نجاح عائلة سورية في صناعة الشوكولاتة في كندا


أغلب الناس الناجحين في حياتهم في المقابلات التي يتم إجراؤها معهم نجد أنهم مشتركين في ذكرايات سيئة في بداياتهم في طريق النجاح.

وهذه الذكريات الغير جيدة هي التي تجعلهم يقفزون قفزات كبيرة جدا نحو القمة، ومنهم من وصل بنجاحه إلى الفضاء.


من عائلة سورية رجل اسمه عصام هدهد في سنة 1986 قرر أن يبدأ الطريق إلى أن يصبح مختلفا عن أصحابه والمحيطين به، فكر في أن يخرج من قائمة الأشخاص العاديين إلى قائمة المميزين بإنجازاتهم.


كان يعمل كموضف عادي ينتظر في كل شهر راتبه المعتاد ويقوم في الصباح الباكر الى وظيفته كل يوم يعيش كل يوم كيومه السابق دون أي اختلاف وما يجنيه من الوظيفة يصرفه على عائلته ككل الموظفين.


قصة نجاح عصام هدهد في سوريا من موظف صغير إلى صاحب أكبر مصنع للشوكولاتة


كان يعشق أكل الشوكولاتة يعشقها إلى حد الجنون وكان شعاره دائما الشكلاتة مصدر السعادة، عبارة يرددها دائما مع عائلته وفي وسط الجلسات مع أصدقائه.

جلس مع نفسه في يوم من الأيام وفكر في أن يبدأ في صناعة مصدر سعادته بيده، قال: ما دمت أشتري الشكلاتة كل يوم لماذا لا أصنعها بيدي وتأكل منها عائلتي وأصدقائي وأنا أيضا، وبالفعل بدأ في تطبيق الفكرة وبدأ يصنع الشكلاتة، ولما أتقن الصناعة وكل من تذوقها ينادي بالمزيظ منها من شدة اللذة والإتقان الذي كان من قبل بطل القصة السوري عصام هدهد، فكر للمرة الثانية في فكرة الإستقالة من وظيفته والتفرغ لصناعة الشكلاتة وبيعها في الأسواق.

هنا إعترض عليه في هذه الفكرة كل من يحيط به من أصدقائه وعائلته وكل من يعرفه، نصحوه بأن هذه مغامرة كبيرة جدا بمصدر قوت حياته، كيف يمكن يا عصام أن تترك وظيفتك التي تجني منها قوت روحك أنت وعائلتك وتغامر في مشروع لا تعرف خباياه وهل ستنجح في العمل به أو لا.

قال لهم شكرا على نصائحكم وفعل ما خطط له واستقال من وظيفته.


بداية تطبيق فكرة بداية مشروع صناعة الشكلاتة في سوريا


في سنة 1986 ميلادية بدأ عصام هدهد في صناعة الشكلاتة في مصنع صغير وكان يصنع شكلاته لذيذة جدا ورائعة ما جعله هذا يكتسب شهرة سريعة في الحي الذي يتواجد به مصنعه الصغير من هناك إلى مدينته ومن مدينته إلى سوريا بأكملها.

بدأ في تكبير المصنع وإنتاج كميات كبيرة ويرسلها إلى كل مدن ومناطق دولة سوريا، وأصبح مصنعه في ظرف وجيز من أكبر المصانع في الشرق الأوسط، وينتج أطنانا من الشكلاته ويرسلها إلى خارج سوريا أيضا.


عصام هدهد كان عصاميا بدأ من موظف عادي إلى مؤسس مصنع ضخم لبيع الشكلاتة في سوريا والشرق الأسط بأكمله، إلى هنا القصة لذيدة ومحفزة ومفيدة أيضا.

لكن الجزء الثاني أكثر إثارة وهو الجزء الغريب والفريد جدا قليل جدا ما وجدناه في قصص نجاح التي نسمع بها سواءا قصص العرب أو غير العرب تابعو معي القصة إلى النهاية.


إنهيار أكبر مصنع للشوكولاتة في سوريا بسبب الحرب


في سنة 2012 ميلادية تلقى أصدقاء وزبناء وكل من يعرف عصام هدهد صدمة العمر، أنا أيضا عندما سمعت وقرأت لأول مرة عن هذه القصة صدمت واستغربت كيف لشخص بدأ من تحت الصفر ووصل إلى قمة القمم في بلد كسوريا أن يتهدم مشروعه في رمشة عين، شيء صعب جدا وخبر صادم أن تسمع بأن كل ما ذكرناه من كفاح وتعب منذ سنة 1986 إلى سنة 2012 ميلادية تبخر في لحظة بسبب صاروخ وقع على معمله فحرقه، كان هذا عندما اندلعت الحرب بين النظام والمعارضة في ما يسمى الربيع العربي.

 خسر عصام هدهد كل شيء وأصبح بسبب الحرب متشردا هو وعائلته خسر منزله وبعض ألأفراد من عائلته وخسر حلمه وكل ما بناه طوال حياته، لم يتبقى له شيئا.

وكان لديه ابن اسمه طارق يدرس في كلية الطب ولم يتبق  له الكثير ليتخرج من الكلية، وبعد تخرجه خرجو هو وعائلته إلى أقرب دولة لهم وهي لبنان كلاجيئين هاربين من الحرب.


هجرة عصام هدهد هو وعائلته هاربين من الحرب في سوريا


جلسو حوالي ثلاثة سنوات في مخيمات اللاجئين في لبنان ومرو من أزمة ومعانات كبيرة جدا في هذه المخيمات، وقد رأينا ونرى ما يعيشه اللاجئين من معانات في شاشات الأخبار وما يتم نقله في مواقع ومنصات التواصل الإجتماعي كاليوتيوب والفيسبوك مثلا.


بعد ما مرت ثلات سنوات من المعانات في هذه المخيمات قررت عائلة عصام هدهد أن يسافرو إلى كندا، لعلهم أن يجدو هناك ما يغيرو به أوضاعهم الصعبة التي يعيشونها في لبنان كلاجئين.

وبالفعل اختارو أن يسافرو الى كاندا في سنة 2015 ميلادية وكانت كندا أيضا ليست سهلة بالنسبة لهم.

في كندا كانت فرص العمل قليلة وكان الجو بارد جدا وصعب أن يعتادوا على ذالك الجو بسرعة بالإضافة أنهم لا يتقنون اللغة الإنجليزية التي هي اللغة التي يتحدث بها أهل تلك المنطقة التي يقيمون بها في كندا، كان طارق ابن عصام هو الوحيد الذي يتحدث اللغة الإنجليزية، وهو من استطاع أن ينقذ عائلته من جديد بعد ما وقع والده من القمة، ووقع وقوع صادم وغير طبيعي أبدا.


العائلة السورية تنجح من جديد في صناعة الشوكولاتة في كندا


بعد ثلاثة اسابيع من الجلوس فقط في المنزل والتفكير في إيجاد طريق نجاة من هذه الأزمة التي وقعت فيها هذه العائلة خرج طارق هدهد لشرب كأس قهوة في مقهى الحي، ودائما الغرباء عن الحي يعرفونهم أهل الحي في كل زمان ومكان، يظهر ذالك واضحا من طريقة لباسهم ونظراتهم  يصعب جدا أن يحاولو أن يتظاهروا أنهم غير غرباء، خصوصا أن طارق عربي وسوري، عرف رجل من أبناء الحي الذي يقيم فيه طارق أن طارق غريب عن المنطقة وكان هذا الرجل عنصري بعض الشيء، حدثه الرجل وتبادلا أطراف الحديث، ومن ما قال الرجل الكندي لطارق هدهد أنهم هو وعائلته أتوا إلى كندا لينافسوا الكنديين في فرص العمل المتوفرة، وأنهم ما كان عليهم أن يسافروا لكندا لأن هذا سيؤثر سلبا على المواطنين الكنديين.


طارق تأثر بهذا الكلام وبعد ذهابه إلى محل الإقامة، إجتمع مع عائلته وقال لهم لابد من طريق يخرجنا من هذه الأزمة، نحن كنا في القمة يجب أن نرجع للقمة كما كنا، لا يمكن أبدا أن نبقى هنا في القاع.


إقترح على عائلته أن يبدروا من محل إقامتهم هذا أن يبدأو في صناعة الشوكولاته وهو سيعمل على توزيعها على المحلات والأسواق في كندا، أعجبت العائلة بالفكرة خصوصا عصام هدهد رب العائلة، تقبل الجميع الفكرة وبدأو بسرعة في تنفيذ هذه الفكرة.


بدأ طارق في توزيع الشوكولاتة في الشوارع العامة في المقاهي والمحلات، وجد أن الناس أعجبو جدا بهذه الشوكولاتة اللذيذة، كان هناك إقبال غير طبيعي عنها أعشقها الجميع، وبالفعل كانت العائلة السورية عائلة عصام هدهد يتقنون صناعة الشوكولاتة محترفين جدا وهذا راجع الى أنهم منذ سنة 1986 ميلادية وهم يصنعونها يعني سنوات كثيرة من الخبرة والخبرة هي أساس نجاح كل مشروع وفكرة.


بعد ذالك قامو بإيجار محل صغير يصنعون منه و يأتي عندهم الزبناء يأخذون منهم ما ينتجونه من الشوكولاته، ولتكبير المشروع حصلوا على قرض وخططوا أن يتم إسترجاع هذا القرض في ستة أشهر لكن من قوة العمل والنجاح المبدئي الذي حالفهم قاموا بإرجاع القرض في شهربن فقط.


وبعد ذالك إنتقلو إلى محل أكبر من الأول وقاموا بعمل إفتتاح لهاذا المحل ومن بين من تمت دعوتهم إلى هذا الإفتتاح ذالك الرجل الذي أساء بكلامه إلى طارق، قام طارق بدعوته إلى الإفتتاح ليبين له أنه لم يأتوا لينافسوا مواطنين كندا عن فرص العمل المتوفرة بل بالعكس هو قاموا بتوفير فرص عمل لهم، وبالفعل كان شباب من كندا يعملون معهم في صناعة الشكلاتة واشتهروا في مدينتهم التي يقيمون بها وبعدها وصلوا للعالمية  وكتبت عن قصتهم الكثير من الجرائد وكان لعصام وابنه طارق لقاءات تلفزيونية كثيرة.


وليس هذا فقط بل الى درجة أن رئيس وزاء كندا أشاد بهم وأثنى عليهم أمام قادة العالم في القمة التي إنعقدت في الولايات المتحدة حول اللاجئين.

ليس هذا فقط بل إن الشوكولاتة التي يصنعونها وصلت إلى الفضاء، كيف ذالك ؟

إلتقى طارق بالصدفة في مكان عام برائد فضاء وأهدى إليه علبة من الشوكولاتة ولما صعد رائد الفضاء إلى الفضاء قام بالتقاط صورة وهو يتناول الشوكولاتة وأرسلها إلى طارق، واضح أن رائد الفضاء هذا يعشق الشوكولاته ووجد ضالته في منتجات هذه العائلة السورية، وواضح أيضا أنهم يصنعون شوكولاته مميزة وفريدة في جودتها عن جميع المنافسين.


أتمنى أن تكون هذه القصة ممتعة وأن تكون دافعا قويا لك لتكون أنت أيضا ممبزا في عملك وشغفك ومميزا في طريقك إلى النجاح عن جميع منافسيك.


إقرأ أيضا :


قصة نجاح عمار عمر الذي أثبت نجاحه للجميع



آخر تحديث

أحدث أقدم