تلخيص كتاب أنا بخير I am fine كيف تجتاز الأوقات الصعبة

 

كل منا يعيش في هذه الحياة لسبب معين، ألا و هو عبادة الله عز و جل و الرضا بقدره خيره و شره، كل منا تعاقبه أفراح و أحزان، كل منا تخالجه أحاسيس السعادة و أحاسيس القهر و الغم.

لكن السؤال الذي يراودنا بطريقة أو بأخرى بين كل فينة و أخرى هو هل "أنا بخير"؟  كل خلق على هذه الأرض إلا و كتب له قدره كما شاء الله، كل شخص عند وعيه بالمسيرة التي يجب عليه المرور منها يتوكل على خالقه.

 لكن هل يصبر على قضاء الله و قدره من أحزان و أوجاع و الأصعب الفقدان؟

هل قدرة تحمله طويلة أم محدودة؟

البشر يختلف، كل له شخصيته و أسلوبه، كل له ميزات خاصة به، هناك من يفضفض للآخر و يخفف ثقل الحمل المتواجد على كتفيه، و هناك آخر يفضل أن يخزن في داخله رافض رفضا قاطعا أن يظهر ضعفه. الناس تختلف و أسلوبهم يختلف و تعاملهم يختلف، المصاعب و التجارب و المواقف و الزمن كل من هاته الكلمات تظهر الإنسان على حقيقته، تزيل الأقنعة، تبين الحقائق، و الإنسان يتغير يتغير بفعل ما يسمى الصدمات بفعل المصاعب المتكررة.

لكن يبقى السؤال كيف نواجه المصاعب كيف نحاربها ؟ كيف لا نرفع الرايات البيضاء أمامها.

نحن بشر قوته لا تنهار مهما حدث، نحن بشر نتوكل و نفوض أمرنا لله عز و جل، نحن شعب إذا ٱنهزمنا نقف بدون يد مساعدة، نحن شعب نتعلم من أخطاء الماضي، و نعيش المستقبل، و نعيش الحياة بحلوها و مرها، فنعيش على مبدأ "إذا أعطتنا الدنيا مئة سبب للبكاء، نعطيها ألف سبب للضحك بسعادة"، أحس أنك تتساءل الآن لماذا بدأت موضوعي بهذا بهذه الطريقة، لماذا أحكي لك هذه الأشياء؟

 و أنا سأجيبك بقولي أنه فقط مواساة لما قد يصيبك مستقبلا أو بالأحرى قد أصابك و لازال يصيبك، فتمسك جيدا بنفسك و لا تتركها فتهب رياح عاتية و تسحبها. و لكي تنمي ذاتك الواعية، أقترح عليك..


 كتاب أنا بخير كيف تجتاز الأوقات الصعبة للكاتب ريوهو أوكاوا


             نظرة حول الكتاب : 


هو كتاب لمؤلف ٱحتلت كتبه المراتب الأولى في قوائم الكتب الأكثر مبيعا حول العالم، هو كتاب لمؤلف و قائد روحي و مؤسس لجمعية العلم السعيد، هو كتاب للمؤلف الياباني ريوهو أوكارا و ترجمة عمر سعيد الأيوبي.

هو كتاب كتبه "ريوهو" حسب وجهة نظره المعينة في الحياة، و قد شبه المشاكل التي يواجهها الإنسان بدفتر الوساخ ذاك الذي تحب فيه واجباتك المدرسية، و هذا نوع المواساة و من ناحية أخرى بين لك الكاتب أن الحياة لا تستحق أن تحزن من أجلها فلست أنت الأول و الأخير الذي حزنت أو حرقت روحك أو  فقدت أحدا عزيزا على قلبك.

إنقسم كتاب أنا بخير إلى سبع أقسام، كل قسم يحمل قضايا.


 القسم الأول من الكتاب


القسم الأول عامة حمل لنا فكرة معينة فكانت أول قضية أو بالأحرى أول نصيحة أعطانا إياها هي العيش خاليا للبال، أن تعيش بدون قيود أو أغلال تأسر تفكيرك، عش كلون الماء الشفاف الصافي، عش الحياة بطولها و عرضها، حب نفسك و نفذ أمر ربك بالحفاظ عليها و عدم إنهاكها فنفسك ما هي إلا أمانة من عند ربك، أفرغ عقلك، و أرح دماغك، فإن بعد كل عسر يسرا، لا تهتم و تعلم فن التجاهل و التجاوز، تجاوز كل ما ينهك فكرك و يرهق روحك فليس لديك أغلى من طهارة و صفاء و نقاء روحك فلا تلوثها، لا تهتم بما يقوله الآخرون عند ما دمت أنت راض تمام المرضى عن نفسك، لا تهتم بالشكوك و الوساويس التي تراود فكرك فذاك أكبر عدو للنفس، لا يرتابك عقد بسبب إعاقة أو نقص أعطاه الله لك كي يختبرك به، ففي الأول و الأخير أنت من تقرر من تكون و كيف تكون، إذن كن بخير.


القسم الثاني من الكتاب


هذا القسم يحدثنا فيه الكاتب عن مواطن الضعف و العيوب التي هي بذور للسعادة، لذا أكررها دائما أن الألم هو أقوى دافع لتوليد الرغبة في التقدم و النجاح، العيوب ليست عيب أبدا.

 ما هي إلا نقط تحول نتعلم منها ونستمد منها قوة ونبني بها درجات نحو النجاح والتقدم.

فلا يغرك الناجحون، أظننتهم أنهم صاعدون سدى، لا بل هم كذلك تربصو من أجل ذاك النجاح، هم أيضا عانوا و بكوا و حزنوا، هم أيضا ظنوا في البداية أن كل شيء سيكون سهلا، لكن أثناء معركتهم سقطوا طريحي الأرض، ٱنتظروا يد المساعدة و لم يجدوا، فكان أمامهم خيارين إما الوقوف و الصمود أو يبقوا مستلقين على الأرض حتى يصبحوا جثثا هامدة، إما الربح أو الخسارة، فهناك من هو قاوم و أتمم نحو طريقه، و هذا النجاح من وراء سقوطهم من وراء عيوبهم، من وراء ضعفهم ذاك.

التجارب و المواقف هي من جعلت منهم أقوياء، فلا تخجل من ضعفك أبدا إذا كنت بحاجة للبكاء فابكي لأن البكاء ليس من سمات الضعفاء، بل هو على العكس، إذا انتقدك أحد فلا تيأس، لأن أكثر الناس انتقادا هم أكثر الناس عيوبا و تعييبا، أنت أقوى مما تتصو، تذكر أنك أنت أيضا سيأتيك يوما و سترفع رأسك عاليا ليس تكبرا و ليس علاء و إنما ثقة في النفس و كبرياء، ستستعيد كل ما لم تعشه، ستشعر بحلو السعادة، و هذا كله بفضل تلك العيوب و ذاك الضعف، فكن بخير.

كذلك في نفس القسم سنرى أنك أنت خصيم نفسك في النهاية، تتساءل ماذا يعني ذلك؟ سأجيبك بقولي أن معركتك في الحياة لا تحتاج منافسين البتة فأنت خصيم نفسك في الأول و الأخير، أنت أكبر منافس لنفسك، في معركتك و عندما أقول معركة أعني حياتك المدرسية و المهنية و الشخصية، سيكون أناس من حولك يمكن أن يكون أقرانك أو على عكس ذلك، سيكونون في مستواك أو على العكس أيضا، لكنهم سيحبون منافستك، فلا تغتر و ترى نفسك في القمم، و لا تذل نفسك و تحتقر نفسك، كن موازي لذاتك و ثق في نفسك، و لا تهتم بأحد فأولاءك من يريدون منافستك ما هم إلا صغار عقول، فنافس ذاتك و من خصيم نفسك فقط، نافس ذاتك بتحويل مواطن الضعف المتواجدة عنك إلى مواطن قوة، بغرس طباع متعددة عندك، هي طباع تجمع الحدة و الطيبوبة، فما أجمل الإتزان، نافس نفسك و إعطها وعدا أنك ستحقق ما تريده، و ستصل إلى مبتغاك، و ستدمر لصوص الغشل التي تريد أن تؤدي بك إلى. الهاوية، ستخاصم ذاتك في تلك المعركة و لن تخرج منها إلا رافعا الراية الحمراء لأنك مؤمن بنفسك غير مقارن بالآخر إلا بما يرضيك، لأنك تملك إرادة قوية ترفض مقارنة نفسك بأحد.

لدينا كذلك من قضايا القسم الثاني ثبات العقل، و هذا يعني أن الناس الثابتي العقل يتميزون بسلام داخلي لا مثيل له، هم أكثر الناس الفاهمين لمعنى الحياة الحقيقة، هم أناس يتميزون بالثقة في النفس، مبدأهم في الحياة التجاهل، سماتهم الهدوء و الذكاء و لديهم قدرة ٱتخاذ القرارات الصائبة و الصحيحة، هم أناس أقوياء و صعبوا التحطيم، هم أناس غالبا يحبون لفظة "أنا بخير" و يصعب معرفة ما بداخله لأنه يتقن الإخفاء.

و قد أبرز كذلك قضية أخرى عند قوله " إذا واصلت التدحرج فستكبر"، (مفعول كرة الثلج)، و هذا ما يعني أنك ستعي شيئا فشيئا عندما ستكبر شيئا فشيئا، و شبه هذا الأمر بكرة الثلج التي تتدحرج في الثلج، فكلما هي تتدحرج كلما هي تزداد و تكبر، رغم ٱختلاطها بالحصى و الثراب فهذا لا يمنع كبرها، هكذا الإنسان بدوره فهو يكبر إن أراد أم كره، يكبر و يعيش التجارب و يتعرف على أناس و يدرك بيئته، مجتمعه، دولته، أسرته، ثم يبدأ بإدراك نفسه و شخصيته أما أسلوبه فهو يعتمد على المتواجدين حوله، هو إنسان رغم أحزانه و همه و غمه سيعيش لأن الله من أراد ذلك إنها مشيئة الله لا غير، هو ٱختبار من عند خالقه، و يمكنني القول أن درجة إدراك الحياة لا تتعلق بالأعمار فهي مجرد أعداد فهي تقاس بالتجارب و المواقف أم العمر ما هو إلا ذاك المقدار الذي أعطاني إياه الله كي أتصرف فيه بحسن و خير و أعمال صالحة تنفعني فالدار الآخرة، فكن بخير.

و آخر نصيحتين قدمها المؤلف في هذا القسم الأولى توحي إلى الإيمان برسالتك الفريدة،تلك الرسالة المميزة الفريدة من نوعها التي تميزك عن الآخرين فهي جزء منك أنت فآمن بها و ٱجعلها كنقطة إيجابية في حياتك، و الأخرى تخبرك بتقبل نقائصك، أن تحب نفسك كما أنت بنواقصك و عيوبك فأنت لاست ناقص الناقصون هم أولائك المعاقين فكريا، أما أنت لست بناقص فأنت في الله عز و جل جميلا.


القسم الثالث من كتاب أنا بخير


 القسم الثالث تطرق الكاتب في أول قضية التي كانت عبارة عن سؤال مضمونه "هل تختار التعاسة"، و هو سؤال قد يطرح ذاك الصوت الداخلي عندك و عند كل إنسان فقد أجاب عنه الكاتب بطريقة مميزة و منطقية قد ترضيك أنت الآخر، و أمرك أيضا بأن تتثق بقوة عقلك، فما دمت تقرأ كلماتي هاته و تستوعبها فأنت لديك عقل رائع يزودك بمعلومات و يسلك لك الطريق الأسهل أفهمها ناهيك عن باقي الخدمات التي يقدمها لك، فقط آمن به و ثق به سيعطيك ما هو أعظم.

ثق بنفسك هي نصيحة أخرى أحب الكاتب أن يعطيها لك كسلاح تحارب به الحياة و البشر، فلولا ثقتك بنفسك لما بقيت صامدا أمام ذئاب بشرية تحب مبدأ "التملك".

و أخبرك أيضا بأن تكتب سجلا لتقدير ذاتك و تعظيمها فهي ذات تستحق كل ما هو رائع مثلها، و إذا صادفت مصاعب في العمل فعليك بالتمرين، و هذه جملة و قضية أضافها المؤلف لأنها من النقط المهم التي يجب عليك ٱحترامها، فالمصاعب في العمل أمر ضروري و التمرن عليه شيء إجباري لتكون النهاية مثمرة.


القسم الرابع من الكتاب


القسم الرابع رأينا على أنه في القضية الأولى يجب عليك يا عزيزي أن تواجه قدرك.

أحيانا ترى أن المواجهة أفضل من الهروب، لأن الهروب من سمات الجبناء، أحيانا نرى أن المواجهة و الصراحة أفضل من حياة الذل تلك، لذا واجه قدرك بكل ما فيك من قوة.

و في عنوان آخر كتب "لا يبتليك الله إلا بمشاكل تستطيع حلها"، و هذا ما يبين أن الله ما خلقك إلا أنه يعلم أنك عبد قادر فهو مدرك لقدراتك فلا يبتليك الله إلا لأنه يحبك، هو أحبك فبادله ذلك الحب العظيم و أره قدرتك و ذكاء في حل تلك المشاكل، ففي الأخير أنت إنسان بخير قادر.

و غيرها من القضايا و الأقسام التي عليك إن تمكنت من الكتاب أن تكتشفها بنفسك لا أريد أن أحرق لك متعة قراءة كتاب أنا بخير.

 لكن الأهم أنني قدمت خلاصة و رؤية من زاوية ما تبين لك أن كتاب أنا بخير للكاتب ريوهو أوكارا، من أعظم الكتب التي قدمها للقراء باعتباره من أهم الكتب التي تساعد في تنمية ذاتية ميسرة للقارئ أو الإنسان بصفة عامة، فكل منا يحتاج إلى كلمات تساعده و تقود به نحو وجهة معينة و سليمة خاصة، فيا أيها المتابع كن بخير و تعلم تواجه الصعوبات فأنت الأفضل.


الكاتبة: شيماء مناج

آخر تحديث

أحدث أقدم