طور ذاتك وغير نفسك إلى الأفضل


تطوير الذات هو تنمية المعلومات والمهارات التي تشعر الفرد بالرضا عن نفسه  بإتباع وسائل تساعده على التركيز على أهدافه في الحياة والعمل على تحقيقها وتجهيزه للتعامل مع أي عائق يؤثر على بناء شخصيته ويعتبر القصور الذاتي من أكبر المشاكل التي تواجه الناس الذين يقررون تغيير شيء معين في حياتهم و على الأغلب الذين يقررون تطوير أنفسهم، القصور الذاتي مفهوم يمكن أن نقول قد درسناه في مادة الفيزياء عندما تحدثنا عن قانون نيوتن، الجسم الساكن يبقى ساكنا والمتحرك يبقى متحركا ما دام لم تؤثر عليه قوة خارجية تغير مساره أو توقف حركته بمعنى أنت كشخص إذا كنت متعودا على فعل شيء في حياتك أي بمفهوم أخر أصبح روتينك اليومي أو أصبح من برامجك التلقائية، ستجد صعوبة في التغيير سواءا للأحسن أو الأسوء، و في العادة لكل واحد منا صورة ذاتية أو ذهنية عن حياته فإذا فجأة أصبح أفضل من هذه الصورة ستجده يبدأ بشكل لا واعي في القيام بسلوكات معينة تسمى بالتدمير الذاتي، تجعله يبدأ بإرجاع نفسه للحالة التي كان عليها أو أقل منها.


لا تجعل التفكير السلبي يسيطر على حياتك

التفكير السلبي هو تلك النظرة التشاؤمية التي ننظر بها لكل ما يحيط بنا وتقترن هذه النظرة بالحكم المسبق على ما نقوم به من أعمال فالتفكير السلبي يعتبر المفهوم العكسي للتفاؤل والنظرة الحيوية للعالم المحيط ومن أهم أسبابه الإنتقادات الهادمة التي يتلقاها الشخص سواءا من طرف أسرته أو مدرسيه أو أصدقاءه فهذه الانتقادات تساهم بشكل كبير في تنمية الفكر السلبي لدى الشخص فمثلا بدل أن تعطي إنتقادات سلبية يمكن أن توجه إنتقادات بناءة والتي ستعطي نتيجة سريعة ولا تعطي نتائج سلبية فمثلا إذا أردت انتقاد شخص في موضوع كتبه فابدأ بالمديح كأن تقول له إن موضوعك رائع وقد أبدعت باختيارك، لاكن ربما إن عدلت هذه وأضفت هذه سيصبح موضوعك أشمل وأدق وبهذه الطريقة ستشجعه على الكتابة  وتجعله يثق في نفسه دون أن يحس بأن شيء قد فرض عليه.

ومن المعروف أن من العلامات التي تدل على أن الشخص يعاني من التفكير السلبي كونه دائما يتحدث عن مشاكله ويشكي همه في كل فرصة تتاح له للتحدث، فتجد أغلب أحاديثه عن الأمور السلبية، علاوة على ذلك تجده دائما يفكر في الماضي في الأحداث التي مر بها وفي الحاضر في الظروف الصعبة و وضعية البلاد، و المستقبل في صعوبة الحصول على وظيفة ومصاريف الزواج، خلاصة القول أنه يفكر في الماضي والحاضر والمستقبل في الجانب السلبي فقط بل في بعض الأحيان يربط أفكاره بالأخرين مما يجعله يعطي الحق للٱخرين  بشكل غير مباشر في أن يضعوا له المسار الذي يتنقل ضمنه. 

يمكن أن أقول أن الحل الأمثل لكسر أو تخطي البرمجة التي تبرمج عليها جسمك أو دماغك إلى الأفضل هو العمل على تغيير الصورة الذاتية الموجودة في عقلك تجاه نفسك. أفكارك وتغيير صورتك ونظرتك لنفسك وكلامك مع نفسك بالحديث الإيجابي والمشاركة الاجتماعية ستساعدك على زيادة الخبرات لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ليس لديه الوقت لكي يتعلم ويجرب كل شيء في الحياة لكن إذا استفاد من خبرات أفراد مجتمعه بصورة ايجابية فذلك سيعطيه النتيجة التي يريدها ويحسن من فكره الإيجابي ويبعده عن الأفكار السلبية ولكن الأهم أن يبدأ من نفسه لأن التغيير الحقيقي يبدأ من الأشياء البسيطة التي نفعلها دائما أمور بسيطة لو فعلناها لمدة طويلة بشكل منتظم وبالتزام مستمر  سوف نلاحظ الفرق الشاسع في حياتنا ولكن يجب أن لا ننسى مبدأ أن لا نطمح في أن نكون أفضل من الٱخرين ولكن يجب أن نطمح في أن نكون أفضل من أنفسنا سابقا.

آخر تحديث

أحدث أقدم