قصة نجاح كورونا في الثأثير على العالم الإقتصادي

لن أخاطب أحدا غيرك أيتها الروح، سأطلب شيئا واحدا منك قبل دخولك إلى عالمي، إتركي أفكارك، مشاكلك و أحاسيسك المتضاربة خارجا عن هذا العالم، لكي تتعرفي عن الحياة في زمن كورونا أريد روحا لا جسد، روحا كلها حماس للتفاعل مع كل حرف و كل كلمة ينطق بها حبري، أعلم أن هناك العديد من الأسئلة المتتالية تطرح في ذهنك، لكن دعيني أتحدث و أنت إصغي، أكتب و أنت اقرئي ستعرفين أيتها الروح عما أتحدث، فقط إتبعي خطواتي و ادخلي معي إلى بعض الأبواب، يمكن ستتفقين معي تارة و يمكن ستنتقدينني تارة أخرى، لا يهم الأهم معرفته أنك ستتعرفين على تحديات الحياة في زمن كورونا.

  أظن أنك مستعدة لدخلوك معي إلى عالمنا الجديد، قبل الدخول وددت أن أطلب شيئا صغيرا أيضا، ألا وهو سنتصرف على أساس أننا مقبلين على الدخول إلى عام جديد تتسائلين أي عام هذا أليس كذلك ؟ سأجيبك بكل بساطة أننا في سنة عشرين عشرين، سنة المصاعب والتحديات، أرجو أن يكون قلبك قابلا للتحمل هنا في عالمنا هذا الذي سندخله لا مجال فيه للضعفاء، فإذا كنت من هذا الصنف لا تخطي خطوة واحدة معي، أنا أحتاج إلى شخص لن يتركني في منتصف الطريق وحيدا، إما أن نكمل إلى الآخر بالتحدي أو أتركيني أجد أحدا واحدا آخر أكثر قوة، ممم لا زلت متابعة معي حسنا هذا جيد إنتهت القوانين و تعرفت على بنود المغامرة هيا ضعي يدك على يدي لننطلق.

  

 دخول السنة الميلادية الجديدة 2020


نعلم يا صديقتي أن أغلب الدول و المدن تحتفل بدخول السنة الميلادية الجديدة، فرحين محتفلين متمنين دخول سنة جديدة أفضل من ذي قبل، أغلبهم مقررين دفن ماض أليم و محتفضين بذكرياتهم السعيدة، لكن ليس كما هو الحال عند دولة معينة، دولة عاشت بداية عام استثنائي، دولة تصارع مرض خطير أو ما يدعى فيروس، لا ترتعبي عزيزتي الروح ليس بلدنا إنها بلاد الصين، المساكين تحت حجر صحي صارم ، لن تتم مراسم الإحتفال كما العادة مع أعز الناس لديهم، لا يمكنهم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى، على أي لا يهم أين توقفنا؟ كنا نتكلم عن السنة الجديدة أليس كذلك ؟ ما بك ؟ أرى أنك لا زلت تتسائلين عن هذا الفيروس اللعين، حسنا سأزودك ببعض المعلومات التي علمت عنها سابقا ، أذكر أنني كنت جالسا يوم أمس أتطلع على أخبار مواقع التواصل الإجتماعي فإذا بي وجدت بالخط العريض عبارة فيروس كورونا يهز دولة الصين ، وددت أن أعرف عن المزيد حول هذا الموضوع المفصل و استنتجت أنه فيروس خطير يدعى كورونا ، تعلمين جيدا أن دولة الصين من الدول المتقدمة عالميا ولا شئ يصعب عليها ، فقد اشتهرت بمنتوجاتها و نظامها و المزيد من الأشياء التي تميزها، ما أثار استغرابي أنهم لا يزالوا لم يدركوا سبب وجوده قرأت أنه فيروس لعين ينتقل عبر الهواء و اللمس، أتمنى أن يلقى اللقاح بأسرع وقت إنه فيروس مميت و قاتل فعلا، أظن أننا أعطينا لهذا الموضوع أهمية بالغة، هيا تعالي نتحول قليلا فقد أحسست ببعض من الملل.


                  بداية انتشار فيروس كورونا


الآن يا أيتها الأعين القارئة بحيري المتجول بهاته الأسطر ستتابعين معي بداية أهم الأحداث لهاته السنة المرعبة، لا تكترثي لكلمة المرعبة ستفهمي عما قريب

إستهزاء، ضحك، و غيرها كلها أفعال و ردود فعل، سلوكيات من طرف أناس لم يتوقعوا أبدا أنه يمكن يوما ما أن يخوضوا المعركة مع فيروس لعين، لم يتوقعوا أن يخضعوا لحجر صحي صارم: فرنسا، أمريكا، اليابان، الهند، تركيا، المغرب. والعديد من الدول نعم العديد زارها ضيف منبوذ تماما، غير مرحب به، نستيقظ كل صباح على إعلانات من مصادر موثوقة حول هذا الفيروس نسمع كل يوم نفس العبارة أو نفس الجملة المتكررة: وجود أول حالة في دولة معينة... ، وجود إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد بدولة... . وهكذا حتى أصبحت الجملة المتداولة .. فيروس كورونا أقوى و أكبر فيروس عالمي .. يا إلهي، كنت أذكر الأيام التي سخرنا فيها على شعب الصين لم أظن أن الدنيا ستفعل حلقتها الجحيمية.

إنقلبت الدول و العالم رأسا على عقب، عادت الحالات تسجل بالآلاف، سكرت الأبواب و المقاهي، المحلات، الأسواق، المساجد و المتاجر، أغلقت الحدود و خاضت الدول إلى أزمة اقتصادية تصعب شيئا فشيئا عاش الشعب أيضا أزمات مالية نفسية و معنوية، الآن حان الوقت أن نتعرف على طريقة تأقلم الطبقات الإجتماعية مع الوضع.


           معاناة الطبقة الإجتماعية الكادحة


دخلنا الآن إلى أصعب الأبواب أعلم أن هذا مؤلم لكنك مجبرة على التعرف على جميع الأبواب، وددت أن أدخلك إلى أحد المنازل المهمشة التي تعيش فيها أسرة في غاية الفقر، وددت أن أريك كيف يمر يومهم العسير، لكن ليس لدينا وقت كافي لهذا، يكفي أن ذلك الفيروس الحقير دخل إلى دولتهم و مدنهم غصبا، لا أريد أن أكون ضيفا ثقيل القلب أكره حقا أن أكون منبوذا.

هنا يا صديقتي الروح قد خانتني الكلمات حقا، لا أعلم كيف أعبر، من أصعب و أسود و أكبر الأبواب باب الفقر، يقال: لو كان الفقر رجلا لقتلته، مقولة معبرة حقا، هل تعلمين ما معنى أن تكوني بلا مال، يكون كل شئ صعب المنال، يصعب تفسير هذا لأن الإنسان الفقير هو الوحيد الذي يقدر على إعطاء قيمة حقيقية للمال، هذا الأخير خلاصة هو مفتاح السعادة، أرجوك لا تحاولي إقناعي أن السعادة متعلقة بحب الناس فهذه أكثر مقولة سخيفة عرفتها، كلنا نقول أن السعادة غير متعلقة بالمال و النفوذ و غيرها و عندما كبرت أدركت أن هذه أكبر كذبة سخيفة مرت علينا، يجب أن تعلمي ان تلك الأوراق النقدية هي أحب الأشياء لدى الفقراء، آه الفقراء المساكين أغلب أحاسيسهم تكون عبارة عن : حزن، ألم ، قهر، فقدان وغيرها، لكن من أروع الناس الفقراء هم الذين يرفعون أيديهم إلى الله لاجئين إليه فقط، لا يمدون يد العون للبشر، يعلمون بل يوقنون أن الفرج رغم تأخره آت. كما علمت وعرفت من المقدمة أن هذا الموضوع قاسي حقا هيا لا تستسلمي، الآن أخدت صورة مصغرة عن حياة هؤلاء البشر ، مع ظهور هاته الكارثة تدركين جيدا أن الشوارع خالية من البشر، أن الناس مجبرة على البقاء داخل منازلها، يا للأسف حرام العمل على هؤلاء الصنف من الناس، حرام عليهم تلك القطع النقدية التي ناذرا ما تمسكها تلك الأيادي التي تسري عليهم قشعريرة الفرح، مرت الأيام الطعام يقل و الإحتياجات تزداد و الوضع يزداد قساوة ما العمل ؟ أن تخطوا خارج البيت ممنوع، أن تجد عمل تحت هذه الظروف مستحيل، يبقى آخر الحلول عند هؤلاء الناس مد يدهم راجين المساعدة!!! بحق الجحيم ما العمل الساعات تمر و الصحة تقل و الدموع تنهمر بغزارة، تسقط دمعة ألم تليها دموع كالدماء، ماذا؟ هل الدموع أيضا ممنوعة في قوانين الحياة ؟ آسفة لكن هذا شبه مستحيل، تبقى من أقوى و أحرج و أسوء الأدعية التي أتعبت أذناي هي : يا رب العالمين قدرتي على التحمل انهارت و طاقتي انهالت، خذ روحي راجية الراحة و الطمأنينة و السلام .. عندما تجدين يا عزيزتي أحدا يطلب طلبا كهذا فاعلمي أن ذلك الشخص قد وصل إلى أقصى درجات التعب و الألم و الإرهاق، من المؤلم أن اروي لك عن الظلم الذي يتعرض له هؤلاء الناس، ليس لديهم مال فهم بلا قيمة، بلا حقوق، هم خدم عند أناس ملقبون ب أسياد، فعلا لا يستحمل، ليس هناك متطوعين أغناهم الله بماله يساعدون في سبيله حتى مع ظهور هذا الفيروس المنبوذ ؟ لم يعد هناك تعاطف، لم يعد هناك تضامن، أحقا انعدمت الإنسانية ؟ الأسرة الفقيرة المتكونة من الأم ربة البيت تجدها دائما في أسوء حالاتها البكاء الحزن دائما ما تشكو لخالقها، ذلك الأب الذي دائما ما يحمل نفسه مسؤولية أسرته تجده غالبا ما يضحك و يقهقه مع أطفاله وأسرته الصغيرة و وراء تلك التعابير جرح عميق و هم كبير و سؤال واحد يتردد في ذهنه: كيف سأنقذ أسرتي ؟ أما أولائك الأطفال الذين لا طالما اشتهوا أكلا أو مشروبا أو ملبسا...، لكن يلتزمون الصمت لأنهم يعلمون قدرهم و يدركون مشكلتهم المادية يصمتون من أجل والديهم راغبين في عدم تسببهم لجرح لهم جرح أكبر و أعمق، هكذا أغلبهم، أظن أنك الآن أخدت فكرة عن هاته الطبقة و أنا الآن تحدثت عن الأقل ضررا ناهيك عن المتشرد و المتسول و ما جاورهم فهذا الصنف حدث ولا حرج، ومع ظهور هذا الفيروس لا يمكنني أن أصف لك خطورة الأمر وما بوسعي إلا دعوتي إلى الله راجية متمنية أن يهتز عرش رحمته و بلطفه الواسع أرجو أن يقدم رحمته الواسعة و ينقد عبده.

هيا لنمر إلى طبقة أخرى، طبقة أقل قساوة و أقل ضرر إنها الطبقة المتوسطة.


             الطبقة المتوسطة في زمن كورونا


هي ليست كباقي الطبقات و من أحسنهم بحيث يتميز هذا الصنف بعدم اختلال توازنها، تجدين أن المال عندهم لا ينفق إلا على الضروريات فقط، تجدين رب البيت أكثرهم وعيا يكره التبذير إلى أقصى الحدود، يسعى إلى جمع مقدار من المال لأنه متأكد أن الدنيا حلقة جحيمة يعرف جيدا أن الحياة مليئة بالكوارث بالأمراض، بالفيروسات خير مثال .. كورونا .. مدرك و متيقن أنه سيأتي يوم لعين سيستنزف منه تلك النقوذ، تبا، كانت الأيام جد عادية أسرة اقتصادية تخشى ضياع مالهم على أتفه الأشياء، أسرة مقتصدة إلى أبعد الحدود لا تحتاج مساعدة أحد وهؤلاء الصنف أحبه كثيرا فمن الذكاء أن تكون لديك القدرة على التمييز بين الضروريات و الأشياء التافهة فمع ظهور الفيروس غالبا ما يقوم به هذا النوع من الأسر هو اتخاذ الحيطة و الحذر و التحلي بالوعي أكثر و تحمل المسؤولية و وضع جميع الإحتمالات.

أعتقد أنك يا أيتها الروح تردين المرور إلى باب آخر من أبواب الطبقات، للنتقل الآن إلى صنف الأغنياء و انتبهي جيدا لما سأقول. 

                     
 طبقة الأغنياء في زمن كورونا 


هم أشخاص لا يعرفون إلا القمم، النفوذ، النقوذ الشركات و الشيكات، وكل مشترياتهم لا تكون إلا من أشهر الماركات، لديهم أي شيء يرغبون به، طبعا إنه المال، و لو كانت الإنسانية تشترى لاشتريتها لأغلبهم، أراك تتسائلين لماذا ؟ هه سأجيبك طبعا، هؤلاء الصنف بعضهم فاقد للمشاعر هدفهم العيش بسعادة و رفاهية مبدأهم في الحياة تحت شعار: الحياة لنا فقط ، أما الآخرون آخر أولاوياتهم، أكثر ما يغيضني حقا عندما تكون جيوبهم مليئة بالأوراق النقدية، فمن الحقارة أن تمد قطعة معدنية، وتمر مبتسما مفتخرا ظانا أنك أنجزت مجهودا فعالا تبا لك و لنقوذك، ستكون نهاية العالم لو أعطيت مبلغا محترما فكنت سبب فرح ذلك المسكين.

أغلبهم يظنون أنهم كل شيء في الحياة، لا يسمحون لأنفسهم بالنظر للأسفل، لا يعلمون أن الصواعق لا تضرب إلا القمم، ولا يدركون أن ذلك المال مال الله وحده فجزء منها للفقراء و المساكين واليتامى...، التكبر الغرور الكبرياء حب التملك كلها أفعال يتقنونها، المستحيل كلمة ممحاة من قاموسهم، أما بالنسبة لظهور الفيروس لا يتغير شيء عندهم، يظل روتينهم اليومي كما هو، لا يتغير غير مبالين أبدا، لديهم الحرية من أولاوياتهم. يظنون أن المال حل لكل شيء ناسين أنه أحيانا لا يمكن أن تسترجع أعز الناس على قلوبنا إلى الحياة حتى تسرق الموت منا أغلى الأحباب، وبعدها لا يكون المال قيمة أبدا .

                

شكرا لك حقا عزيزتي و صدقتي و شريكتي الروح في هاته المغامرة أين أنت ذاهبة ؟ إنتظري لازال نقاشي معك طويلا شيئا ما، أعتقد أنك تعرفت جيدا على هذا العام الجديد كنا حقا متمنيين سنة أفضل، إنه القدر لا يمكن لأي مخلوق تغييره بوسعنا فقط التأقلم معه، آه نسيت  ليس فقط كورونا التي ظهرت بل الأعاصير و الكوارث و الأنفجارات كان عاما مليئا بالمفاجئات و المشاكل لتزداد لديك معلومة أخرى أظن أن هذا الفيروس ما هو إلا تحذير من عند الله أو يمكن أنه برهان على أنه غاضب حقا من عباده اللهم لطفك يا رب.

بدأ الفيروس عند دولة الصين، كيف ومتى وأين انتقل لا نعلم، لم تعد هذه الأسئلة مهمة، الأصح هو التحلي بالوعي و الصبر و روح المسؤولية و التضامن و الإتحاد. هاته الدنيا حقا حلقة جحيمية، كم استهزئنا كم سخرنا لينتهي بنا المطاف في حرب مع فيروس تافه خبيث، إلتزم الشعب الحجر و كان لذلك آثار سلبية جدا تدمر إقتصاد الدول، تدمر الشعب أيضا بالدرجة الأولى، المختبرات تتربص من أجل وجود لقاح قاتل لذلك العدو، الحياة لم تتوقف رفع الحجر و ارتفعت الحالات و ازدادت نسبة الموتى، انهارت دموع الناس و تحسرت على أحبائها، مرت الساعات الأيام و الشهور و الأمر يزداد سوءا ترجينا وجود تحسن ولو بنسبة قليلة، إنكبت المصائب واحدة تلو الأخرى والناس في غفلة ساهون غريب حقا ! هناك من يحتفل بعرس أو عقيقة و هناك من يبكي متحسرا على فقدان عزيز عليه، هناك من لا يهمه الأمر غير ناخذ الإجراءات الوقائية، وهناك من هو واع و مدرك لخطورة الأمر. الطبقات التي حدثتك عنها موجودة طبعا لكنها تختلف حسب اختلاف البشر و البيئة، نصيحتي لك أيتها الروح قبل مغادرتك و مغادرتي، الفقير قد يكون فعلا فقير المال لكنه غني الأحاسيس، غني المبادئ، عكس الغني الذي غالبا ما يكون ظانا أنه يملك الدنيا بأناسها، ليس من العيب أن تكوني غنية العيب أن تسمحي للمال بالسيطرة على عقلك فيصبح لا يفرق بين الحلال و الحرام بين الخير و الشر بين الصواب و الخطأ، كوني روحا طيبة نقية طاهرة صافية القلب لديك مبادئ، واعية واحرصي على تثقيف نفسك و تأكدي من حياة إنسانيتك و ارعيها كي لا تذبل و تصبح مثل الآخرين ميتة. تسقني أن الفرج موجود تأخره سيأتي لا تتسرعي كي لا تنزلق قدمك إلى الجحيم. الحياة في زمن كورونا أهلكت الطبقة الفقيرة أو الكادحة و أختلت توازن صنف الأسرة من الصنف المتوسط ماليا. ولم تغير شيئا من الطبقة الغنية سوى البعض أيقنتهم أن المال لا يعوض الغاليين على أنفسنا. الدنيا كسلسلة كلما أعطيت بلا مقابل رزقت بلا توقع .

" فيروس كورونا " رغم أنه خطير و خاطف لحياة الأرواح إلا أنه كاشف للحقائق أرانا معاناة المساكين و ظلم المجتمع لهم، أرانا العدو من الصديق خير مثال مساعدة الدول لبعضها البعض، أتمنى أيتها الروح الخالصة أن تعود المياه لمجاريها، أن يعم السلم و السلام أن تفرج على كل محتاج و كل مريض و كل معان، أنا متأكدة يا عزيزتي في هاته المغامرة أن الإنسان إذا أراد يوما الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.


الكاتبة: شيماء مناج


آخر تحديث

أحدث أقدم