العنصرية ضد السود في زمن التكنولوجيا والتطور

 من أين سأبدأ؟  و ماذا سأقول؟ هل قرأت العنوان ؟ أخذت فكرة مصغرة عما سأتحدث عنه؟ من أحب المواضيع بالنسبة لي أنا كإنسان، كبشر، كروح متألمة من جهل المحيطين بي، كم أردت أن يتغذى الشعب بالثقافة، بالوعي، بالتعلم، و غرس المبادئ بداخلهم، لا بالتفاهة، و لا بالكره و الظغينة، تتساءلون من هؤلاء يا ترى ؟ إنهم أولائك المتخلفين عقليا، و المعاقين فكريا، الذي تجد لديهم أن الإنسان أسود البشرة لا يحق له العيش مع أناس ذو البشرة البيضاء، يعتقد أنهم منبوذين، لا يحق لهم إبداء الرأي، و لا المطالبة بحقوقهم و المدافعة عن حريتهم، لديهم عقلية مختلة تتجلى في استحقاقهم للتنمر و الإستهزاء بهم، هذا ما يعتقده أولائك الجهال.

أنا سوداء البشرة وأنا أسود البشرة

موضوعنا اليوم مختلف لأنه يلمس روحي حقا، أننا وصلنا إلى هاته الدرجة من الجهل، يؤدي إلى انفطار قلبي فقد توجعني تلك الأفكار اللامتناهية في حق السود، إنها العنصرية يا سادة، إنه الظلم يا ناس، إنه الجهل و الكفر و خرق لقوانين الإنسانية، إنها كارثة عظيمة فعلا.

أنا سوداء، أنا أسود، ماذا بعد، ماذا سيقع، أي عواقب وخيمة سأتعرض إليها، ما ذنبي كرهت ضعفي و دموعي التي تنزل على خدودي بدون استشارتي، سأصمت، لن أعبر عن رأيي، بل لن أفكر في هذا حتى، سيسهزئون بي، سيستحقروني ، سيرمون بي إلى جحيم العبيد ذلك الظالم و المنبوذ، سألتزم الصمت نعم، لن أطالب بمطالبي و لا بحقوقي، فهذا لا يمكن في زمن تلك الذئاب البشرية، لن أدافع عن نفسي، فمن أنا؟ الأبيض أفضل مني في كل شيء، فهو مقبول و محبوب لدى الجميع، أما صنفنا نحن لنا الله و  حبه لنا كاف، حتى دموعي قد جفت، لن ينفع بعد الآن، الأحسن أن أبتعد و أدعهم يفعلون ما يحلو لهم.

هذه أفكار لتلك الأناس، عارفين متأكدين، متيقنين أن جحيم العنصرية لا مخرج منه، لكن هل هذا هو الحل، هذا ما وجدته عقولكم، حبا في الله ما هذا الهراء، إلى متى ستجعلوا من هذه الحلول السخيفة حياة لكم، ألن يأتي يوما و تسأموا، ألن يأتي يوما ستطالبون و  ستعبرون ؟ ستنفجر رغباتكم المتجلية في عيش حياتكم كما تحبون أنتم لا هم، و ستعلوا صرخاتكم، ليأتي رد فعل عنيف و قاس من طرف الآخرين صادين لكم رامين لكم كلمات و أقاويل بمثابة سم، يريدون معاقبة حريتكم لأنها ليست من حقكم إنه فكرهم و عقليتهم الخبيثة تكاد تشك أنهم حمقى و مرضى نفسيين، فليس من العادي تملك حرية الاخرين كيفما كانوا، اللهم لطفك، و أنتم هل ستقفون ملبين و مطبقين لعقابهم اللعين، ألن تتربصوا لعيش حياة حلوة سليمة؟ عادية و حافضة لحرية عيشكم و بعيدة كل البعد عن العنصرية.

هيا اصرخوا، لا تصمتوا، فقد أرهقني و أرهقكم الكثمان، إرفعوا أصواتكم أكثر و أكثر حتى تتألم حنجرتكم، لكن لن يكون كألم العنصرية تبا لجحيمها، حتى تتساقط أوراق الشجر و تهرب الطيور خائفين من ألم تلك الصرخات، هيا فليعرف العالم أنكم أقوياء لا ضعفاء، أنكم متقبلين لأنفسكم كما أنتم راضين بخلق ربكم لكم عاشقين للون بشرتكم الذي يميزكم، حامدين لله على نعمة السود، إنها نعمة نعم، إنكم أشخاص متميزين، محبين كثيرا لدى أناس هم بدورهم يتميزون ببياض داخلهم، أنتم لستم منبوذين إطلاقا عودوا هذا لعقلكم الباطن، لتزرع ثقتكم بأنفسكم تلقائيا، هيا إرفعوا أصواتكم قائلة يا بشر إن لون بشرتي يعكس بياض قلبي، هيا كرر معي، قلت لك كرر معي لا تنظر لي هكذا قوي ذاتك، فأنت أحسن و أروع الناس حقا: نعم أنا أسود، أو سوداء، أعشق نفسي كما أنا، أحببت أم كرهت، أردت أم رفضت، رغبتني أم نفرتني، فلتذهب للجحيم، أنا مؤمن بالله و بنعمه ثم أؤمن بنفسي، لون بشرتي إن كان أسودا قاتما أو فاتحا في كلتا الحالتين يثير أعين المارين نهارا، أما ليلا فأنا شخص جد متصالح مع الظلام، لدينا صفات مشتركة، غالبا ما تجدني هادئا ليشبه نسيم الليل الرائع الذي يبعت راحة من نوع آخر، لكن إحذر من غضبي، فإنه يكون كعاصفة لا تهدأ إلا من تلقاء نفسها، و إضافة إلى كل هذا أملك جمالا ساحرا، كتلك النجوم التي تزين سماء ليلي.

أنا مختلف عنكم أيها العنصريين نعم، لكن تيقنوا أنني أحسن منكم عقلا و فكرا، تعلما و وعيا، و شكلا أيضا، بياض أسناني يبرز و يضيف لمسة خاصة مع لون بشرتي، سواد عيناي مع لمعتهما الخاصة ما يشمل جمالا من نوع خالص، و الجمال الحقيقي لدي هو صفاء قلبي، و روحي الطاهرة، كفى عنصرية فهذا يؤلم روحي، مهما خبأت داخلي فهذا لا يعني أنني لست مبالي، إنه شيء فطري ، لكن سأرغم عقلي و سأنتزع تلك الفطرة عاجلا أم آجلا، لماذا أنا تقبلتك ببياضك، و أنت رفضت سوادي، هذا يعكس و يدل على صفاء قلبي و بياضي، كما أنه يبرهن على سواد و ظلام روحك و نفسك.

رسالة لك أيتها الأنثى السوداء

أنا أنثى، أنا سوداء أنا هي لبؤة غابة الحيوانات، فإذا كانت الذئاب و ما جاورها أخطرها، فأنا أخطر منها ألف،  مرة، لن أهتم بعد الآن، لن تتألم روحي بعد الآن، أدرك نفسي و أحب نفسي، أصبحت متقبلة للعالم الواقعي، إذا آذيتني مرة، أؤذيك مئة مرة، احترمتني و قدرتني وضعتك تاجا فوق رأسي، سأدمر كل من حاول ٱختلال توازني و أيقاعي أرضا و سأمحي لديه فكرة تهديم كل ما قمت ببنائه، فهذا أصبح مستحيلا عزيزي، بل لن أسمح لك بتدمير برج و قمم أحد آخر.

أنا أنثى إذا حاولت معرفة داخلي أكرمتك حتى تصاب بالعمى بسبب نور و بياض قلبي، و إذا أردت فقط إكتشاف مظهري و الإستهزاء ببشرتي، فلا تبكي بعدها لأن كرامتك و اكبرياء سيصبح تحت قدمي، إفهم يا تافه أن من لا يراني نورا في عينيه لا أراه ترابا تحت قدمي، نقطة، قررت أن أعتمد على نفسي لا على الآخر، سأضع عالمي الخاص بي، سأصل إلى ما فوق القمم حتى أحطم اعتقاداتك و غرورك، و سأقلب موازين استهزائك إلى أن تصاب بالجنون، إذا أحببتني هذا يعني أنك أحببت أخلاقي، أفكاري، معتقداتي و وفائي، فأنت من قائمة أغلى مجوهراتي، أحتفظ عليك كألماسة ثمينة أسعى إلى

جعلها دائمة اللمعان، و إذا كرهتني بسبب شكلي، و حكمت علي بادعائك أنني سوداء، فلن أجعلك إلا قمامة عابرة، شيء مقرف لا غير.

أنا أنثى بألف رجل، أنا تلك الفتاة السوداء الجميلة التي  تربي جيل كامل، أنا القوة شخصيا، لا تنسى أنه يستحيل كسري، خلاصة أنا كشمعة إذا أحسنت مسكها أضاءت طريقك، و إذا أخطأت إمساكها أحرقت يدك.


         رسالتي لك أيها الرجل الأسود


لا تقاس الرجولة أبدا بالوسامة، و لا بالمظاهر، الرجولة تقاس بالأخلاق، بالتصرفات، بإعطاء القيمة لمن يستحق فعلا، الرجولة تظهر في المواقف، و تعرف قيمتها بالتجارب، من أحبك لمظهرك أنصحك برميه ورائك، تأكد عند تشوه مظهرك الخارجي ستركونك، و لن يعيروك أي اهتمام لن يعطيوا أي قيمة لحزن مشاعرك، تمسك بمن سيرى بياض قلبك و طهارة داخلك و حنيتك فالبياض الحقيقي هو بياض الروح أما سوادك هو مجرد شكل فقط، أعلم سيكون قاسيا شيئا ما، لأن العنصرية شيء رديع حقا، لكن لا تنسى ما سأقوله، سيأتي يوما ما و ستسأم، و لن يعد يهمك إطلاقا، لأنهم كلهم راحلون، حتى أنا و أنت راحلان، ما يهم هي الدار الآخرة، و تلك الأعمال أنجزناها، سيجازى الكل على حسن أعماله، كما سيحاسب الإنسان على سيء أعماله حتى تلك الألفاظ التي تجرحك يا سود سيعاقبوا عليها فلا تقلقوا فقط توكلوا على الله، فلماذا التعاسة و الحزن من أجل شخص لا يقدرك حتى، كن شهما، و قويا كالأسد الذي ينحني الكل أمامه، كن وفيا كالكلب، و حرا كالذئب، و مخاذعا كالثعلب، نعم الخذاع ينفع مع أولائك الحقراء أغلبهم يريدون خذاعك ليلمموا أنفسهم من حطامك، فاحرص على إمتلاك ذكاء الثعلب في الخداع و تذكر مقولتي هاته، إحذر أن تسلم لغيرك زمانك فيصبح كل من كان خلفك أمامك فالحقير لا يكفيه دمارك بل يبني نفسه من حطامك،  و احرص أن تكون لديك قوة الأسد لتستطيع العيش معززا مكرما في زمن و مجتمع ظالم متملك، البشر أشكال، و الشخصيات تتنوع، الخير يقل و الشر يكثر، و الصادق عند المجتمع كاذب، و العكس كذلك، حال الدنيا معكوس، لأنها دنيئة بالفعل، ما المشكل بحق الجحيم، هل السواد؟ أ حقا هناك من يفكر بهذا التفكير الجاهل السخيف؟ مقرفة تلك العقلية حقا.

أنا أسود لكنني رجل يعتمد عليه، أفضل من أعصي طاعة ريي، أو آخذ سخط والدي لا سمح الله، أو أن أتبع تلك الموضة التافهة اللعينة، أنا الشهامة لو كانت رجلا، أنا ملك الأقوياء لأنني أحب خلق الله و راض عنه، أنا متقبل  و قنوع لما أعطاه الله لي، و أي مشكل أو حاجز صادفني فيا مرحبا لأنه اختبار من الله ليختبر مدى صبري و حبي له، سأقابله بالدعاء و التخشع و التفكير العقلاني، أنا مؤمن أنه لا يوجد كالجمال الداخلي لدي و محب للون بشرتي هي بالتأكيد هدية من الله أنه ميزني على البشر عامة، فكما تقبلتك يا بشر تقبلني، أردتني أم لم رفضتني فأنا مصمم على العيش حيثما أريد و كيفما أريد، و يا ويلتاه لو حاولت فرض تملكك علي سأمسح برجولتك أرضا، و ستنفى كرامتك إلى الثلث الخالي، أنا لست محتاج لأي أحد سوى الله عز و جل، فهو كاف لفتح أبواب الخير في وجهي، دعوني فقط أتربص وحيدا للوصول إلى القمم، و لكي أكسر أي حاجز أراد الظهور أمامي، أنا ببساطة ذلك الشخص الأسود البشرة الذي يؤمن يوما أن القدر سيستجيب له، سيحقق رغبته في تحقيق متطلبات والديه، و سيلبي كل ما احتاجته نفسه في حين من الدهر، سيصبح الجميع محترما له، و ستسكت شواهده ألسنة الناس، و لن يقدر أي أحد على التكلم بسوء في حقه، كل هذا لأنه محب لنفسه و مؤمن بربه، و خاضع لرضى والديه.


           رسالتي لك أيها العنصري 


لست أفضل من غيرك، و لا أحد أفضل منك، كلنا متساوون، لا هذا أجمل من هذا، و لا الآخر أحب لدى الله من ذاك. كل له شخصيته، كل له أسلوبه الخاص، و خاصيات يتميز بها، تعلم أن تنظر لنفسك فقط، و تتقبل الآخر بلونه، بلغته، بعرقه و دينه...، نحن نريد أن نتقدم لا نتأخر، نحن شعب إذا أردنا الإتحاد حققناه، إذا حذفنا كلمة العنصرية من قاموسنا انتصرنا، فالجاهل ليس الذي يجعل القراءة و الكتابة، الجاهل هو الذي لا يفرق في الحياة بين الخطأ و الصواب، هو الذي يميز بين الأعربي و الأعجمي بين أسود و أبيض، هو الذي لا يحترم قرارات الآخرين، هو الشخص العنصري عامة، نحن يا عالم لسنا في عصر الجاهلية، نحن يا عالم في عصر الحضارة و التقدم، نحن نقوم بما يدعى التنمية البشرية التي تتجلى قوانينها " لا للعنصرية "، هيا أيها العنصري أغمض عينيك، خذ نفسا عميقا، أعمق و أعمق، جيد ثم اجعل الزفير أطول من الشهيق، و بسرعة حاول تخيل شخص أسود اللون يبتسم لك ببشاشة، حاول أن تشاهد مدى طيبوبة قلبه، و صفاء روحه، ماذا؟ هل اكتشفت نقاء قلبه و داخله، إفتح عينيك الآن، بماذا شعرت؟ بأكثر طاقة إيجابية أليس كذلك، و ماذا استنتجت؟ لاحظت أن الكره و الغل، و الحسد لا يولدوا إلا طاقة سلبية لن تقود بك إلا للفشل، و الآن بعد تخلصك من ماضيك الخبيث سينفى عنك إسم "العنصري"، أ رأيت؟ التعلم من الماضي هو مفتاح حل مستقبل مليء بالإمتياز و النجاح، إذا أنت بدورك إجعل هاته الطريقة مفتاح سعادة للجميع العدو و الصديق، فهذا سيفيد مجتمعنا و دولنا نحن لا غير.


أيها الشخص الأبيض، أيها الإنسان الأسود

هيا أنتما الإثنان ضعا يداكما في أيدي بعض، لتشكلا لوحة فنية غي غاية الجمال و الروعة، لوحة معبرة لكل مار، لوحة تمسح كليا كلمة العنصرية، ما ذنبك إن كنت أبيض أو أسود، قصير القامة أو طويل، ذكي أو لم تكتشف ذاتك بعد، لن أقول غبي لا توجد شيء يدعى الغباء في طريق التعلم، الغباء بصريح العبارة هو التمييز بين البشر عامة و الحكم عليهم، فتبا لكل جاهل شجع على العنصرية ليلعن الله عقلك و ليمحي أمثلاك من محيطنا.


       الله لا يحب العنصرية


إذا أحببت الله حقا، فعليك أن تحترم خلقه، إنك يا إنسان إذا أعبت اليوم، كن متأكدا أنك ستعاب غدا، و تذكر أن أكثر الناس إنتقاذا هم أكثر الناس تعييبا و عيوبا، لا تنسى هذا، و أن الدنيا حلقة جحيمية، فيوم لك و يوم عليك.

الله أكرمك بحبه لك بنعمة الصحة، السلامة القدرة على الإستعاب و التفكير، أكرمك بالقرآن الكريم لتلتجأ إليه لحظة حزنك و فرحك، و اعلم أن المصائب هي ليست إلا اختبار فقط، قال تعالى:" إن الله إذا حب عبدا ابتلاه"صدق الله العظيم.

الآن رسالتي لكم جميعا، إحترم تحترم، تقبل الآخر بما فيه، يتقبلك هو الآخر بدوره، فالأسود جميل بسواده كجمال مكة المكرمة بسوادها، و الأبيض جميل ببياضه كنور القمر في ليله.

و لكي أبرهن على كل ما ذكرت سابقا سأستعين ببعض الآيات القرآنية، و الأحاديث النبوية، نعلم أن إيماننا بالله هو إيماننا بكتبه، و رسله، قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله ألقاكم) صدق الله العظيم، و قال صلى الله عليه و سلم: ( لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض و لا أسود إلا بالتقوى.) 

فلنرتقي بعقولنا، خلاصة الإنسان لا يختار لا عرقه و لا لونه و لا نسبه، نحن شعب دولنا بالرغبة و العزيمة تحلينا من أجل شعار " لا للعنصرية"، نحن الذين بيدنا القرار، عل سوف نتقدم نحو إنجاح مستقبل متطور و ناجح بعيد عن هراء بعض المتخلفين فكريا، أم سنرجع إلى نقطة الصفر بسبب عقلية لعينة خبيثة، نحن في عصر الحضارة يا سادة ليس بعصر الجاهلية، لعن الله لكل من عرقل نظام سيرنا نحو التفوق، و رفع مقام كل من ساهم في إعطاء صورة جيدة لشعب مثقف و زاد بنا إلى الأمام.

العنصرية ظهرت عند أغلب الدول، فاجعلوا منا شعبا متحدا لنجعل صوتنا واحد و نفسنا واحد، لنتفق على قتل الجهل، و جعل العلم و التحضر نور صدورنا ، و لنأخذ رسولنا قدوة لنا خير مثال أمية رسولنا الكريم لم تكن حاجزا أبدا في حياته، كان حكيما ينصح و يدعم، يحسن و لا يخطء أبدا يعز الجميع الفقير و الغني، الأسود و الأبيض، الصغير و الكبير، كان محبوب الجميع بأخلاقه و صدقه المتين ، إنه نعم الرسل لاقنا به إيانا و إياك في فسيح جنة ربنا الرحيم.

فكفى تجريح و لنزرع في نفوسنا الحب الحقيقي و السلام العارم. إن الإنسان الأسود و الأبيض إذا اجتمعوا شكلوا شكلوا قوة تزعزع وتقضي على جميع المشاعر السلبية و تشعر بقيمة الحياة و حلوها.

قضية العنصرية في أمريكا

في أمريكا نسمع دائما أمريكي من أصول إفريقة، ونسمعها في الأخبار و في القنوات العالمية، هذه العبارة بحد ذاتها كلمة عنصرية، وقد كانو يقولونها عن بارك أوباما،هل سمعت في خبر ما أو منشور ما من كتب أو قال عن دونالد ترامب أنه من أصول أوروبية ؟

نعم إن رئيس أمريكا دونالد ترامب هو من أوصول ألمانية وجده فريدريك ترامب، كان رجل أعمال أمريكي من أصول ألمانية، أنفق كل ما يملك في فتح مطاعم في مدينة ستايل ومدينة حمى ذهب كلوندايك في كندا، وعاد إلى أمريكا ليتزوج من إليزابيت كرايست ترامب، وهي جدة دونالد ترامب رئيس أمريكا الخامس والأربعون.

دونالد ترامب ليس أمريكيا ولا فرق بينه وبين السود في أمريكا

لا البيض ولا السود أصليين في أمريكا وكلهم سواء، وعرفنا أن دونالد ترامب ليس أمريكيا، والكثير من سكان أمريكا ليسوا من سكان أمريكا الأصل، والإحصاء الأمريكي لسنة 2010 يشير إلى أن سكان أمريكا الأصليين لا يمثل إلا 1.7 في المائة من مجموع سكان أمريكا، ما يعادل 5.2 مليون، لماذا عندما كان أوباما رئيس أمريكا يكتبون في الجرائد وقنوات الأخبار دائما بعد إسمه أنه من أصول أمريكا، عكس دونالد ترامب وكل رؤساء أميرا الذين مروا على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وكذالك ينطبق هذا كله على كل سكان أمريكا السود، وربما العالم، نعم إخواننا السود من أصول السودان وكينيا والسنغال، الذين يهاجرون إلى المغرب والجزائر وليبيا قصد العبور إلى أوروبا، ينعتونهم بالإفريقيين، مع أن المغرب والجزائر أيضا جزء من إفريقيا، دعونا فقط في أمريكا.

سبب إنطفاء شرارة العنصرية لأول مرة في أمريكا

في سنة 1955م رفضت روزا باركس أن تتخلى عن مقعدها لرجل أبيض، بعد ما كان القانون تلك السنة في ولاية الآباما في الجنوب الأمريكي، تنص القوانين على أن السود يجب عليهم دفع ثمن التذكرة في الباب الأمامي، ويصعدو من الباب الخلفي، وجلوسهم فقط في المقاعد الخليفة، هذا كان قانون في تلك الفترة، لاكن روزا باركس كسرت هذا القانون الظالم والعنصري بجلوسها في المقعد الأمامي ورفضها التخلي عن مقعدها ليجلس المواطن الأبيض، واتصل السائق بالشرطة وتم القبض على روزا باركس بتهمة إختراقها للقانون، وهنا بدأت رحلة التحرر من العنصرية وانتفض السود في أمريكا بأول خطوة وهي مقاطعة الحافلات في أمريكا لمدة سنة كاملة كاملة، أما هذه القضية فتم رفعها إلى أعلى هيئة دستورية في أمريكا، واستمرت المحاكمة لأكثر من سنة، وخرج الحكم لصالح روزا باركس، ومن تلك اللحظة تحرر السود وخرجو من سجن العبودية إلى العيش بحرية وبالتساوي لا فرق بين أبيض وأسود في القوانين، إلى أن رأينا في سنة 2020 موت جورد فلويد للأسف.

للكاتبة: شيماء مناج

آخر تحديث

أحدث أقدم