القراءة من أهم مفاتيح النجاح في الحياة


موضوعنا اليوم له طاقة إيجابية كبيرة، له علاقة جد إيجابية من جميع النواحي، من الناحية الذاتية التحفيزية، و من الناحية التعليمية الثقافية، سأشرح بالتفصيل كل ما أعنيه في مقالنا هذا، سنتطرق إلى مجموعة من المحاور و الفروع التي غالبا ما ستزرع في أنفسكم قرائي الأعزاء شغف القراءة هذا، ستزرع لديكم أول الأهداف للحصول على عقل مفعم بالثقافة ألا و هي الرغبة و العزيمة، و هذا أيضا سأتحدث عنه كثيرا فيما بعد، القراءة من أهم الأشياء و السمات التي يجب أن تتوفر لدى الإنسان، القراءة بالنسبة لي أنا غذاء لروحي، ثقافتي العامة متعلقة بها طبعا، فكلما ارتفع و تصاعد عدد الكتب التي أقرأها ازدادت ثقافتي و مكتسباتي المعرفية و العلمية، ازدادت قدراتي الإستعابية، و ثقتي بنفسي و تحفيز ذاتي، و حبي للقراءة يسمو شيئا فشيئا و أملي في أن يصبح مستقبلي مزهرا ينمو أكثر و أكثر، و مع مرور الزمن و الأيام لاحظت ذلك الفرق الشاسع في نفسي على مستوى الثقافة و المعرفة و الأفضل إمتلاك فن التواصل الإجتماعي، لاحظت أدق التفاصيل في تغيير شخصيتي و تحسن نفسيتي، حقا للقراءة سحر و تأثير غريب يا سبحان الله.

الكتاب خير صديق


لم أكن أعرف أبدا معنى الصداقة، و لم يكن عندي صديق يقود بي إلى الطريق الصحيح، حتى تعرفت على ما يدعى الكتاب، و أدركت بعدها أن لا شيء سوى الكتب تصلح أن تكون صديقا، فقد علمتني ما كانت ستعلمني إياه الحياة، فلن يرشدك أحد إلى ما هو أكثر صوابا سوى الكتاب، و لن يحبك أحد إلا تلك الصفحات التي ستجذبك شيئا فشيئا، فالصديق البشري ذاك المزيف شبيه الظل الذي سيكون معك فقط عندما تكون في الشمس، و سيهجرك عندما تكون في الظلام، هذه مقولة لجبران خليل جبران، كذلك التجارب فهي خير مثال، و المواقف أيضا أغلبها ما تبين الخير من الشر و تظهر كل شخص على حقيقته و تكشف طبعا نواياه، ستعرف يوما ما أن الكل مستغل و خائن و أغلبهم راحلون و عابرون، و لن يدوم إلا ذلك الصديق الوفي ذلك الكتاب العزيز، الذي سيقوم بمحو خوفك و سيضمن لك تعافي جراحك كلها كيفما كانت نعم تيقن أنها ستتعافى بإذن الله، فقط إقبل بدواء تلك الصفحات و اجعل منها بلسما لك، لا تقم بصدها و برفضها لعلها ترجع و تقدم لك حياة جديدة مليئة بالطموح و بتحقيق أهدافك و رؤياك، ستحيي تلك الكلمات نبضا آخر، ينبض فقط من أجل تصحيح أخطاء الماضي و تقديم لك حلول أكثر قوة من أجل المستقبل، و صبرا جميلا من أجل العيش باستمرار، و كذلك من أجل البدء في إنجاز أول خطوة لمستقبل و غد أفضل، ستنسى بإذن الله، ستشفي القراءة أحزانك و ستعوضك عن كل ما ضاع منك، ستفتح لك طريقا جديدا مليئا بالأمل مفعما بالحياة، ستتغير دنياك إن شاء الله، سترغب بشدة بعدها في القراءة شيئا فشيئا، لأنك ستعلم حينها أن مفتاح التقدم في يدك، و بعد معرفة ذلك السر، سر النجاح، سيبقى القرار بيدك، ستمحى الذكريات السيئة المؤلمة من ذاكرتك، لتستقبل ما هو أروع و أجمل، مثلا كتلك العبارات المتواجدة في كتابك المفضل و الأقرب إلى قلبك، التي لا تزيدك إلا حيوية و نشاط، لأنها تريد لك كل ما هو أفضل، تسعى لإرضائك، هذا ما كنت أقصده بالصديق الحقيقي، سنتطرق في مقالنا هذا إلى الكثير من النصائح، كل هذا بهدف اشتعال رغبتك في القراءة، فيا أيتها النظرات الموجهة لكلماتي هاته، إتبعي و انتبهي إلى ما ستمليه عليك أناملي لك، إنه طلب منك أن تكملي، فعسى أن يغير كلامي هذا فيك شيئا و يزيدك ما هو نافع، و لربما أكون وسيطة من القدر تجعلك تكون شخصية من نوع آخر يغلب عليها الطابع العلمي و المعرفي، و ستحب القراءة و هذا أمر لا شك فيه، و سترغب هي الأخرى بك، لن أطيل عليك، الآن لنذهب و نتعرف على مفهوم بسيط يلخص لنا معنى القراءة.


ما هو مفهوم القراءة؟

 

كما ذكرت في أول المقال، القراءة هي حياة جديدة مقدمة لنا في طبق من ذهب، فرصة من الغباء أن نضيعها ونجعلها تمر بين يدينا دون استغلالها، فهي غذاء نغذي به أرواحنا و نفوسنا أفكارنا و عقولنا، كما نغذي بطوننا بالطعام هذا ما هو إلا تشبيه، ننعش بالقراءة داخلنا لتتسلل راحة نفسية عجيبة، القراءة هي أن نمسك كتابا لكي نسرح مع أحداته، أن نجعل منه عبرة وقدوة لنا لتفادي الوقوع في الأخطاء، أن نحس بطعم التعلم، لنتلذذ بملاحظة نجاحنا، أن نرى ذلك الفرق الشاسع الذي يزداد يوما بعد يوم، القراءة سر و مفتاح التعلم، لتعلم اللغة نحتاج الى القراءة، لتعلم التعبير الأنشائي و فهم المصطلحات نحتاج إلى القراءة، يجب أن نقرأ أولا من أجل التحفيز الذاتي و لامتلاك ثقة في النفس أقوى و هذا ما يتم تدريجه في قسم التنمية البشرية، و لامتلاك أسلوب التحاور، للنقاش و التفاهم بمستوى راق، و كلما وجدت أن السؤال هو ذلك اللغز الذي  أنت عالق في حله، كن على يقين أن نصف الجواب موجود إذا قمت بتكرار قراءة السؤال، يقال السؤال نصف الجواب، إقرأ لتتعلم، لتستفيد، حتى ولو كان كتابا ليس من ميولاتك، فقط إقرأه حاول تقبله و لا تحكم على الكتاب من عنوانه، أي كتاب من أي نوع سيفيدك عاجلا غير آجل، القراءة لن تزيدك إلا جمالا، الله و العبد يحبون الإنسان المثقف، ذلك الشخص الذي هو شغوف بالتعلم، القراءة لن تتطلب منك سوى الجلوس لفترة محددة في اليوم، و أخذ كتاب أيا كان نوعه و الشرع في قراءته، و ستلاحظ و تستنتج ازدياد المعرفة لديك شيئا فشيئا، حب الله و حب نفسك و حب القراءة ثلاثة لا تتخلى عنهم.


كيف تمتلك الرغبة والشغف بالقراءة

أغلب الأشخاص الذين تقترح عليهم فكرة الشروع في القراءة و جعلها دراع يحتمون به، يرحبون بالفكرة، فتأتي المرحلة الصعبة ألا و هي مرحلة التطبيق، فيجد الإنسان بعض المعيقات و المشاكل التي يعاني منها كمثال الملل، يحس القارئ بالملل نوعا ما بحيث يبدأ في القراءة و بعدها يشعر بنوع من الملل ثم تتراود إلى ذهنه فكرة الإستراح قليلا قائلا مع نفسه سأقرأه غدا ليتأجل قراءته يوما بعد يوم حتى يصبح ذلك الكتاب بلا فائدة مالئ للمكان فقط، و هكذا تنعدم تلك الفكرة في التثقيف و التعلم و القراءة، لتصبح النهاية كارثية و تجد نفسك لا تمتلك أي رصيد معرفي و لا علمي و هكذا لن تتمكن من مشاركة الحوار على طاولة المثقفين، لن تتمكن من امتلاك أسلوب راق تعتمد عليه في جميع النواحي عامة، كل ما في الأمر هو يجب عليك العثور على الطريقة و التقنية الصحيحة لتصبح مدمنا على أعظم الكلمات و هي " القراءة".

لهذا سأقترح منهجية سهلة و رائعة للتطبيق التي ستكون على شكل عوارض ليتم تيسير الفهم أكثر:


- أولا: أو في بداية الأمر حاول أن تشتري كتبا ورقية قليلة الصفحات مواضيعها أقرب لقلبك و لميولاتك، لأن الكتب الورقية تختلف عن الكتب المتواجدة في الإنترنت أو في مواقع ما، فهي تعطي طاقة إيجابية أكثر، و ما أقوله عن تجربتي الخاصة، بحيث تسلل لك رائحة الكتب تلك رائحة من نوع و صنف آخر، و مسك الكتاب بيدك يجعل لك ثقة بنفسك و قوة غريبة، و هكذا شيئا فشيئا ستتعود على القراءة.

- ثانيا :  إحرص على الجلوس في مكان هادئ خال من الصداع و الضجيج، مكان أحب إلى قلبك و يبعث في روحك السكينة، و خد ذلك الكتاب المفضل لديك و ابدأ في قراءته، مع تفريغ دماغك من أي شيء يدور فيه، إعط فكرك كله لصفحات ذاك الكتاب، حاول التعمق في أحداثه، إجعل من ثقافة جميع البلدان تاجا فوق رأسك و عصا أمل في يدك و كلها تحت ناظرك.

- ثالثا: إقرأ بشغف، بحيث كل ما كانت الكتب التي بدأت بقراءتها شيقة و محمسة، إزدادت رغبتك و حماسك في إتمام الرواية أو ذلك الكتاب عامة، فلا تستخف بنوعية الكتاب أيضا، لأن هذا شرط أساسي لتنمية عقلك و كذا ستصبح جميع الكتب مستقبلا محبة إليك.

- رابعا: لا تسمح لأحد بإزعاجك أثناء قرائتك لكتاب ما لأن هذا الأمر يمكن أن يسبب في توقفك للقراءة، و هذا ما يحصل لأغلب الأشخاص فعندما تكون منهمكاً في فكرة معينة أو حدث داخل ذلك الكتاب و يأتي أحد و يشغلك إعرف أنه يكسر ذلك النظام التي كنت متبع عليه، لهذا نصحتك أولا بالجلوس في مكان معين و الأفضل أن يكون خاليا من البشر و هادئا تماما.

- خامسا: إذا أحسست بعدم الإرتياح في قرائتك، شغل موسيقى جد هادئة و إعط تركيزك كله لما كنت تقوم بقراءة و محاولة فهمه.


سادسا: من أهم هاته الشروط و القواعد أيضا أن نحدد وقتا معينا في اليوم من أجل القراءة، مثلا نأخذ ثلاثون دقيقة أو ساعة باليوم، يجب علينا أن نكون جد حريصين على الإلتزام بها، مهما كانت الإلتزامات التي تأخذ معظم أوقاتنا، إلا و يجب علينا أن نكون مسؤولين في عدم الإستهانة بنعمة القراءة.

بعدما تعرفت على بعض الخطوات التي ستساعدك على امتلاك الرغبة في التمسك بالقراءة و من أجل أن تصبح مدمنا عليها، لا تنسى عندما تتعود و تصبح متمسكا بها جيدا، عود نفسك أيضا بعدها على شراء و تتبع كتب من جميع الأصناف و الأنواع كالكتب العلمية، الأدبية، النفسية، و الدينية و الفلسفية...، فهذا لن يزيدك إلا علما و شغفا، و ذكاء حبا لتلك الكلمات ة الخروف و الصفحات لتجتمع وتشكل كتابا كلوحة فنية رائعة الجمال، القراءة هي تلك عصاية الأمل التي أتئك عليها عندما أواجه المصاعب، و هي ذلك البرج العالي الذي أطمح أن تكون ثقافتي أغلى منه بكثير، القراءة دواء لكل مريض يعاني من مرض التفاهة و الجهل.


إيجابيات القراءة والمطالعة


للقراءة عدة إيجابيات تعد و لا تحصى، كما أنها تنعدم من السلبيات، من سابع المستحيلات أن تكون للقراءة سلبية على العكس تماما، تتجلى هاته الإيجابيات في :

- أولا: حب الذات، حب النفس، التغيير من النفس إلى الأفضل طبعا.

- ثانيا : التعود على الأسلوب الراقي، بحيث لطالما تعامل معك الطرف الآخر بجهل و وحشية، إلا أن تلك العبارات التي قرأتها و تلك الكتب التي لقنتك درسا سابقا على كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص المنحطين، هي التي ستنقذك من التعامل معهم بنفس المستوى المتدني، لأنك أنت عال القيمة، فكذلك مستواك سيكون عال و شامخ.

- ثالثا: إمتلاك لأسلوب التواصل و التحاور الإجتماعي، ستساعدك القراءة على امتلاك ذلك الأسلوب، تذكر أنك كلما تطرقت لمؤلفات التنمية البشرية، كلما ازدادت لديك معرفة كل ما يتعلق بك بذاتك، و تعاملك، تصرفاتك و تحسن أخلاقك، ستتمكن إن شاء الله من إعجاب الناس لك بحسب طريقة تملكك و تعاملك و بأدبك و مبادئك التي ستحرص أيضا على تنميتها و تطويرها.

-رابعا:  إغناء رصيد معارفك و مكتسباتك، بحيث كلما قرأت كتاب ما كلما إكتسبت معلومات جديدة تفهمها، لتضيفها، و تخزنها لديك، هاته العملية التي يقوم دماغك بتحقيقها.

- خامسا:  إكتساب شخصية هادئة محبة لدى الجميع، تحب السكون و الهدوء، غالبا ما تميل للصمت و لا الإنصات بتمعن لإلتقاط أي معلومة قد تأتي في مسامعك، حبك للقراءة يسمو شيئا فشيئا، و طموحك يتوسع أكثر و أكثر، مستقبلك يصبح أوضح، و أهدافك تكثر يوما بعد يوم، حبك لإكتساب المعلومات، اللغة، العلوم، يتصاعد يوما بعد يوم، لتصبح من الأشخاص الذين يقفون في القمم.

-سادسا:  قبولك لطلبات العمل، تسهل عليك أكثر، و هذا شيء واضح شخص مليء بالمعارف سيتم قبوله نظرا لاستفادتهم منك.

- سادسا: الحصول على طاقة إيجابية لبدإ يومك بحماس و نشاط متمني أن يمر بسلام و كل ما تشتهيه النفس.

هاته أغلب الإيجابيات التي تعرفت عليها و التي أتمنى أن تكون ذات قيمة بالنسبة لك.


القراءة طريق التقدم والإزدهار


نحن حملة مشعل هذا المستقبل و بلادنا، كلما تعلمنا وقرأنا كلما استفدنا نحن كروح تلجأ إلى القراءة لحظة فرحها و حزنها أي في جميع حالاتها، ثم يستفيد المحيطين بنا و بيئتنا لتسستفيد بلادنا أمة رسولنا الكريم الذي بدوره صلى الله عليه و سلم، كان أميا يجهل القراءة و الكتابة، ثم في سيرته الذاتية علمنا يوم نزول الوحي عليه، نزل الملك جبريل عليه السلام مطبقا لحكم الله عز و جل، مكررا له كلمة " إقرأ" ثلات مرات، فكرر عليه أفضل الصلاة و السلام " ما أنا بقارئ" لتنزل أنذاك سورة العلق، قال تعالى " إقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم" صدق الله العظيم.

المقصود به خلاصة أن الله يحب القارئ و العالم و يأمر بهما، كان سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام، أميا و حاشى أن نقول عنه جاهلا، كان بالنسبة لنا من أحسن و أروع العلماء لنا، أي مشكل و تردد تقصده أمته لتستشيره، يا سبحان الله رسولنا الكريم إنسان في صفة نور، خاتم الرسل و الأنبياء جمالا و دينا، خلقا و مبادئا كل الصفات الحسنة إجتمعت فيه، هذا من عظمة الله سبحانه و تعالى.

فقراءة سيرة رسولنا عليه الصلاة و السلام علم بحذ ذاته، فأنا كأيها الناس كل معلومة عرفتها عن رسولي الحبيب إلا و تشتد رغبتي في التعرف أكثر.

إقنع نفسك قائلا أنا فلان مسؤول و واع سألتزم بقوانين القراءة، و لن أسمح لأي حاجز إعاقة طريقي نحو القمم و الإمتياز، أنا قادر، و  كما عودت نفسي على القراءة، سيسهل لي تعويد نفسي على كل ما هو صعب المنال، القراءة أعطتني فرصة، و أنا أعطي فرصة لنفسي، سأتربص لأحطم رقما قياسيا في قراءة الكتب.

فأنا مؤمن بربي و بنفسي و بالقراءة.


الكاتبة: شيماء مناج

آخر تحديث

أحدث أقدم