قصة تمبل جراندين ومعانات المصابين بمرض التوحد

تمبل غراندين

تمبل غراندين بطلة فيلم التوحد

اليوم أحببت أن أروي عن بطلة لفيلم مميز، مميز بسبب تلك البطلة، بطلة قصتها الحقيقة فعلا، التي أرادت روايتها عن طريق فيلم، وما كانت غايتها إلا أخذ العبرة، عبرة أن رغم إصابتها بٱضطراب طيف التوحد، إلا أنها تحدت الناس الآخرين جميعا، و فاقتهم ذكاء، فقد جمعت ذكاء الناس جميعا، هي قصة سنتعرف على تفاصيلها.
البطلة أو تلك الطفلة المصابة بالتوحد المسماة ب "تمبل جراندين"، التي كانت من أعراض إصابتها به، الصراخ اليومي، بعض الحركات الغريبة كتلك النظرات التي تقوم بها عن شكل نصف دائري، جذب الأضواء و الألوان لٱنتباهها، و الأهم عدم تكلمها إلا بلوغها سن الرابعة، مع بعض الثلعثمات القليلة، صمتها المتكرر، كررها للإكتضاض، و إبتعادها عن أي شخص كان، كره لمسها أو احتضانها. 
إكتشفت أمها لتغير طبيعتها عن باقي الأطفال الآخرين، و لم تلبث أن تأخذها عند الطبيب، و فعلا بدأ الدكتور المعالج النفساني في طرح بعض الأسئلة حول "ترمبل"، هي أسئلة تبدو لدى الدكاترة المختصين في مجال علم النفس جد عادية، لكن لدى ولي الأمر، تبدو لهم مرعبة، تجعل وسواس الشك لديهم، يتسلل شيئا فشيئا، فور ٱنتهاء الدكتور من أسئلته الإعتيادية، ظهرت على ملامحها شيئا من الأسف، أو شيئا من عدم الإطمئنان، حست أم تلك الطفلة بشيء من عدم الإرتياح، أنذاك نزل المختص بخبر كالصاعقة، ألا و هي حقيقة إصابة ٱبنتها بالتوحد، كان الصمت سيد الموقف في الدقائق الأولى بعد ٱكتشاف الأم، بٱضطراب فلذة كبدها، و بعد بضع دقائق بدأت تلك الأم بتحريك رأسها بشكل مؤلم، كأنها غير مدركة أو غير فاهمة لما يجري حولها، أو بالأحرى هي جد مدركة كونها متخرجة من جامعة " إكسفورد"، فلن يخفى عليها ٱضطراب طيف التوحد، لكنها رافضة لتقبل الفكرة، لأنها خائفة من حدة مرض ترمبل، و تعرف جيدا معاناة علاج و الوقت الذي يحتاجه الطفل لتغيير طبيعته، بدأ الطبيب بإعطاء أعراض التوحد المطابقة لأعراض ابنتها، و بعد مناقشة طويلة، تأتي أصعب المراحل كما ذكرت سابقا و هي مرحلة العلاج، أي إخراج الطفل المصاب بطيف التوحد من عالم الظلام و الوحدة، إلى عالم النور و التأقلم الذاتي و الإجتماعي، ليدرك هو أيضا قوانين التعايش مع كل شخص يحيط به.
و طبعا تكون الأم دائما هي الضحية و المدركة لقساوة العيش داخل مجتمع بشري ظالم، أو أحيانا مع بعض الذئاب البشرية، فتقود بها عاطفتها نحو عدم الإستسلام، عدم وضع الراية البيضاء، بدأت أمها بما يسمى " الترويض" أي تدريب الطفل، على مستوى السلوك و العيش الطبيعي الأولي من تعلم للمأكل و المشرب، الملبس، التعلم و كدا، تم على مستوى النطق أي تعلم الكلام، طريقة إخراج الكلمات و الحروف و ٱكتساب للغة عامة، لكن ما يحدث في أغلب الأحيان هو عدم الموازنة بين كل ما ذكرت، يريدون علاجهم و تعليمهم نعم، لكن لا يدركون أن عليهم الإلتزام ببرنامج خاص لأولئك الأطفال، فعند عدم التماشي معه يصعب أو يستحيل الإستجابة للعلاج، لأنهم ببساطة هم أطفال حركيون، كثيروا الملل، أي أنهم يرفضون الإنصات للطرف المقابل، ناهيك عن نوبات الصراخ المتكررة، و ما إلى ذلك، هم خلاصة يحتاجون لمؤسسة خاصة أو ما يدعى ب" جمعيات".
إزداد الأمر حدة لدى تمبل، و خارت قوى والدتها، و هذا أمر جد عادي، لدى الأم إلتزامات و أعمال أخرى، و مثل حالات طفلتها، فهم يحتاجون لرعاية خاصة، أو مكلفون يتكلفون بهم طوال الأربع و عشرين ساعة، فٱنتهى المطاف بأخذ قرار الذهاب بها إلى مؤسسة خاصة، و هذا بعد أن بلغت ترمبل عمرا راشدا أي ما يقارب السابعة عشر أو الثامنة عشر، فكانت قد ٱكتسبت مهارة النطق، بفضل الترويض النطقي و السمعي، الحسي و الحركي، لأن رغم مجهودات أمها إلا أنها تعلم طبعا أنها ٱبنتها محتاجة إلى الترويض من جميع النواحي.
"تمبل" هي إبنة جد ذكية محبة للعلوم كثيرا، عاشقة للطبيعة و جميع النباتات، بالفعل هي إنسانة مختلفة عن الناس، لكن لا يعني أنها سيئة على العكس تماما، فذكائها لا يقارن مع الآخرين، هي طفلة، إنسانة لا تحب الأحضان لكنها طبعا لديها مشاعر، الحزن، الفرح، السعادة أو عدم الإرتياح، ففي النهاية هي بشر، لا ٱختلاف أبدا، كلنا متساوون، هي طفلة مصابة بٱضطراب التوحد نعم، لا تفهم همسات الآخرين، و لا خفة دمهم تلك، سريعة الكلام، تحب أن تكتشف كل شيء لوحدها، و أن تبهر الجميع بما لديها و بما تمتلك من مواهب، تحب الدوران كثيرا إضافة إلى الدحرجة، تضحكها أشياء في نظر الآخرين تافهة، ببساطة و بكل وضوح هي طفلة من نوع آخر و متميزة كل التميز.
وضعتها والدتها في تلك المؤسسة الخاصة، بعد ترددها، بحيث حملت حقيبتها مرجعة إياها معها إلى المنزل، و هذه طبيعة الأم على جميع أطفالها ألا و هي الخوف متلألئة عيونها الجميلتان كجمال ٱبنتها تلك، لكن بفضل أستاذ العلوم المفضل لدى ٱبنتها بطبعها محبة لمادة العلوم و مهتمة بها لأبعد الحدود متواجد في تلك المؤسسة، أقنعها مبررا جوابه بٱختلاف ترمبل عن باقي الآخرين، مقنعا إياها أنها ستتعافى، ستحطم رقما قياسيا على مستوى جميع المواد و النواحي.
كانت ترمبل تلميذة جد ذكية، و لها خاصية تتميز بها و هي قدرتها على تطابق الصور و قدرتها على المقارنة بينها، كما أنها تتميز بقدرتها البصرية على قياس الزوايا بٱعتمادها على نعمة البصر لديها، مما يجعلها تبتكر، تصنع، و تبدع، كانت مؤسستها تتضمن على تلاميذ عاديين، يتمتعون بحق الدراسة بالنسبة لهم، و ٱضطرت أنها لإدخالها معهم من أجل التأقلم، لأن تلك المرحلة كانت مرحلة التأقلم مع الآخرين، و الهدف هو إبتعاد حاجز الوحدة عندها، أرادتها أن تمتلك القدرة على التواصل الإجتماعي.
كانت "تمبل" تحب الأحصنة كثيرا، لكن كان الأقرب لها حصان معين، حصان يتميز بجماله و شموخه و كان عنيفا دائما ما يصرخ، و كان يحرص للآخرين عن الإبتعاد عنه، لأن الأطر الإدارية كانت تقيم لهم حصص ركوب الخيل، لكن هذا ما يبدو للمتعليمين الآخرين، أن ذاك الحصان قاس و وحشي، و هاته وجهة نظر تختلف لدى "ترمبل"، بحيث دخلت عنده في الإسطبل و أخذت تهدئ من روعه، و تمرر يدها عليه بلطف مشعرة أياه بحنان و سلم و أمان، و رغم تأقلم الحصان معها إلا أنها منع عليها الدخول عنده.
كانت تتأقلم مع تلك المؤسسة شيئا فشيئا، رغم بعض المشاكل التي كانت تطرأ معها، كاستفزاز أحد التلاميذ لها، مما جعلها تضربه بواسطة كتاب لها، و قد أدى بها الأمر لحرمانها من ركوب الخيل مدة أسبوعين، و هذه تقنية لتعلم أدب التعامل، و الطريقة الصحيحة التي ستتصرف بها عند وقوع طرائف كهاته معها، لكن من ناحية أخرى كانت تبهر الجميع بذكائها، و طرق حلها و شرحها لبعض النظريات التي تكون صعبة الحل بالنسبة للآخرين، و هي فرصة تتاح لها كثيرا بسبب أستاذها المفضل، أستاذ مادة العلوم ( هو الشخص عينه الذي أقنع أم ترمبل ببقائها معهم في المقر).
أتممت ترمبل ثانويتها، و ذهبت إلى عند عمتها في زيارة لها، فكانت تسكن في مزرعة كبيرة واسعة، يتوسطها بقر و آلات، و خدم، كانت تحبذ النظام كثيرا، فقد كانت تأكل أكلا مخصصا، و عند توجيه عمتها لمكان غرفت ترمبل، أحست هاته الأخيرة، بعدم الراحة شيئا ما، بحيث كانت تحرك رأسها بشكل نصف دائري عجيب و بسرعة في نفس الوقت، و هذا يقوم به أغلب الناس المصابين بطيف التوحد دالين على عدم شعورهم بالإرتياح، كانت تسمع تقطير الماء المستمر، و صوت الصراصير ليلا، قامت عمتها بتعليق ورقة مكتوب بداخلها "غرفة ترمبل" و هذا ما جعلها تتأقلم نوعا ما مع غرفتها الجديدة، شيء بسيط لديهم يشرعهم بالسعادة، فيا لا جمال قلوبهم.
أحبت ترمبل كثيرا البقر المتواجد هناك، و كانت دقيقة الملاحظة في أي شيء، و خصوصا أمر البقر ذاك، كانت تحب كثيرا آلة "الحضن" و هذا ما سمته هي خصيصا، لكنها تسمى آلة الترويض الخاصة بالماشية ، أحبتها لأنها لاحظت ٱرتياح الماشية لها، و ٱنقطاع خوارهم عند وضعهم فيها، و بعد ذلك بدأت تدخل فيها و تطلب من عمتها سحب الزر لحضن الآلة لها و هذا يحصل عندما تحس بنوبة لها، أو بالبكاء أو باليأس عامة.
مرت عدة أيام أقنعت عمة و والدة ترمبل بدخولها للكلية و التعلم و القيام بالشعبة المفضلة لها، في تلك الأيام صنعت العديد من الآلات، كصنع باب عصري تقليدي للمزرعة بٱعتماد سحب حبل صغير متواجد بالجوار، و صنع آلة الحضن المفضلة بالنسبة لها، لا تختلف كثيرا عن آلة ترويض البقر، و هذا من أجل ٱستعمالها  لأنها متيقنة من أنها تقوم بعملية "استرخائها".
دخلت ترمبل الكلية متوفرة على داخلية رغم رفضها إلا أن جملة مدرسها المفضل "أنظري للحياة كأبواب مختلفة عليك العبور منها لتصلي لأهدافك" جعلت لديها حماسا عارما للوصول إلى غاياتها، و قد عانت في تلك الكلية  مشاكل عدة أغلبها، عدم التأقلم مع العالم الخارجي، و عدم قبول الأطر الإدارية لأداة للإسترخاء تلك طاردين أياها، لكنها بفضل بعض ذكائها و كتابتها لمقالات مستشهدة بتجربة الطلاب المجربين لها، جعلت منهم قابلين لآلتها، و كما عاشت ترمبل الأسوء عاشت الأفضل، فقد تعرفت على صديقة ٱشتركت معها غرفتها و كانت كفيفة، أي أنها غير قادرة على النظر، و لكن هي الأخرى إتفقت هي و ترمبل على أن الإحساس يكفي، أما الباقي لا يهم، لأن العزيمة و الإرادة لا يقف أمامها أي حاجز.
تخرجت من كليتها و كانت عبرة جميلة لدى جميع الطلاب الذين سخروا منها أولا، لكن كلمتها و خطابها أثناء حفل التخرج جعل من الجميع متأثر.
حان دور الدخول إلى باب آخر و هو عملها و ٱختصاصها الذي ٱختارته في مجال الحيوانات و خصوصا الأبقار، بحيث لم تخلوا مسيرتها تلك من العوائق و الحواجز و الإستهزاءات أيضا، لكن بعد ٱحتقارها من طرف عمال و رؤساء مقر الأبقار الذي يشهد دمارا و إفلاسا، كانت هي نفسها "ترمبل" التي قدمت خطة جهنمية و فائقة الروعة، مما صدمت الأطر المختصين الكبار في هندستها و طريقة تخيل الآلات و بناء حضيرة من نوع آخر مما ساعدهم في إنقاذ و تقدم مقرهم ذاك، و بعد معاناة كبيرة لإيصال مشروعها لهم، تم مدحها و الإعتراف بذكائها الخارق، و هي بدورها عللت ٱبتكارها ذاك بالإبتعاد عن الطبيعة القاسية، و الرحمة بتلك الأبقار و عدم إخافتهم، إلا أن فكرة البناء ذاك كله من أجل سلامة و راحة الماشية، و عدم فقدانهم لعدم التعرض للخسارة.
هو فيلم حول التوحد يبين أن التوحد ليس له دواء قاتل، بل له علاج نفسي فزيولوجي يبين أن أطفال التوحد، هم أطفال متميزون لا سيؤون، يختلفون يبتكرون و يبدعون، كن على يقين متابعي القارئ أنك لن تجد كجمال روحهم، و ذكاء عقلهم، و صفاء روحهم، فكيفي إعاقة فكرية أيها المجتمع الظالم، و كفى التقليل منهم، فهم قدوة و حملة مشعل مستقبل متطور.

نعلم أن الحياة جدا كبيرة وعميقة، يتواجد بها العديد من أصناف البشر و فيها تتنوع الشخصيات و تختلف الأرواح، هناك من هم ٱجتماعيين محبين للحياة، راغبين في العيش تحت شعار " نعيش مرة واحدة في الحياة" ناسين الحزن و الشر، رغبتهم تكمن في العيش بحرية بضحك و حماس فقط،  لكن هناك صنف محدد اليوم وددت أن أتحدث عنه بعد هذه القصة، ومتأكدة أنه سينال إعجابك وستستمتع في قراءته.
 هذا الصنف هم أشخاص من أطيب و أجمل و أروع خلق الله، فلا يغركم قساوة مظهرهم الخارجي نهائيا، هم أشخاص أو بالأحرى سأتحدث عن أطفال مصابون بمرض ..! تتساءلون عن أي مرض هذا ؟ هو بالأحرى من الخطأ أن نقول عنه مرض، هو فقط اضطراب، نعم إنه اضطراب طيف التوحد.

ماهو التوحد

التوحد  بحيث يعاني الطفل من مشاكل في السلوكيات، في التواصل، و في التأقلم مع العالم الخارجي، لتسهيل الشرح وتعريف التوحد: يعني أن أولائك الأطفال لديهم عالمهم الخاص و لا يسمحون للآخرين بتقاسم عالمهم ذاك، و يصعب على الآخرين فهمهم أو بالأحرى فهم ما يجول في عالمهم ذاك، لديهم عدة سلوكيات و حركات غير مفهومة، و طيف التوحد تختلف حدته طبعا.




كيف يتعامل الأبيوين مع المصابين بمرض التوحد



أما بالنسبة لأسرة ذاك الطفل، يصعب علي أن أحدد طبعهم لأن الأسر تختلف، هناك الأسرة التي ستكافح و تناضل و تحارب من أجل إنقاذ فلذة كبدها، تجد الأم أكثر ما تعاني بحيث دائما ما تغلبها عاطفتها تلك، دائما ما تحدها في صراع معه، فتنهزم لأن طاقتها و صبرها له حدود في آخر المطاف، و هذا ينطبق على أي بشر في هذا الكون، أما الأب لا نجده مثل الأمهات، لأنهم قليلوا الصبر مقارنة ب أمهات المصابين بمرض التوحد، فتراه مهاجرا لأسرة تاركا ورائه عبئ ثقيل، أو تجده مسؤولا قادرا على تحمل المسؤولية، واعيا، حامدا و شاكرا لربه، مدركا أن هذا ما هو إلا اختبار، متقبلا إياه فغالبا ما يشرع في إيجاد الحلول بعد إدراك ٱضطراب بٱبنه أو ٱبنته، و هناك صنف آخر من الأسر التي أطلب من الله ألا يعطيهم ٱبن من هذا النوع، فتجدهم غير مباليين أبدا، نجدهم يأخذونه إلى جمعية مختصة بالأطفال المصابون بالتوحد، أو عند مربية ما، بحجة ليس لديهم وقت لعلاجه، أو أنهم غير راضيين بقضاء الله و قدره، فيحسون بالإحراج لوجود ابن مصاب بطيف كهذا، و هناك الأسرة المتضامنة المكافحة، التي تضع يدا في يد لعلاج ابنهما متوكلين على ربهم، واضعين أملهم فيه، بل متيقنين بأن طفلتهم أو طفلهم سيشفى بإذن الله، غير فاقدين للأمل إطلاقا، فما دام الله ربك كن على يقين أنك إذا إجتهدت و عملت على تقبله و علاجه، سيجازيك الله أحسن و أفضل جزاء.




أطفال مصابون بمرض التوحد



هم أطفال يحبون كثيرا و مائلين للألوان و الأضواء، كثيروا الحركة، يفضلون الظلام على النور، متقلبي المزاج، غالبا ما تجد لديهم كل شيء هستيري الضحك يضحكون بهستيرية، و البكاء أيضا بهستيرية، الصراخ يكون أقوى و أقوى، يعانون في صمت، هم أطفال لا يتكلمون باكرا، لكن عيناهم تحكي عن معاناتهم، غير مدركين أنهم يؤذون أنفسهم و حولهم أحيانا، هم أطفال مختلفون كل الإختلاف، لكن إياك و الإستهانة بهم، فإنهم رغم ٱختلافهم، إلا أنهم يتميزون كل الإمتياز، فعند ٱكتشاف ذكائهم يظهر لديهم ذكاء من نوع خاص، و هذا يختلف من طفل لآخر مصاب بٱضطراب طيف التوحد.
المشكل الأكبر أين يتجلى في الحقيقة، أي ما هو الألم الحقيقي و المصير المؤلم الذي من الممكن التعرض له، عند ٱجتماع مرض نفسي كهذا مع شيء لعين يدعى الفقر، أنذاك تكون المصيبة كبرى، إنها كارثة بحق الجحيم، عندما تبحث الأم عن أبسط الحلول لتخفيف وجع طفلها، عندما تبحث عن أحد يمد يد المساعدة لها و هذا يكون غالبا عند وصول حد أقصى من التعب و عدم توفرها على وسائل العلاج، تضطر لطلب المساعدة رغم انتهاك كرامتها، فهذا لا يهم قدر ما تهم صحة و راحة فلذة كبدها، حال الحياة معكوس هناك من هو فقير و يرجو الله ليلا نهارا من أجل امتلاك نقوذ علاج صغيرهم ذاك، و هناك من هو مالك لمال قارون و غير مهتم بتاتا، لماذا؟ الله أعلم، هل هم غير راضون، أم غير مهتمين، أم لديهم عيش الرفاهية و الحياة أغلى من راحة و مستقبل ابنهم، لكل أسرة و لكل عائلة و لكل واحد قصة و عبرة و ألم يعيشه، و هو بحذ ذاته يختار القوة أو الضعف، المحاربة أو الإستسلام، المثابرة و العمل بجد، أو التوقف و البقاء واضعا يده على خده، الفرج نعم موجود في أي وقت لكن اعمل كي تفرج عليك، كل واحد "بطل قصته"، لا أحد أفضل من الآخر، الكل تقابله مواقف، الكل يعيش تجارب، الكل يخطأ ليتعلم من المستقبل، لكن الفرق في طبع الشخص و شخصيته فالتعلم من الخطأ يعتمد على كل إنسان، هناك من يتقبل ويعترف بالخطأ و يسعى لتصحيحه مستقبلا، و هناك من لا يهمه بل يذهب إلى الهاوية أكثر، كما هناك أسر تسعى لوجود حلول لبناء مستقبل يافع و غني بمسيرة مستقبلية ناجحة، يضعون أمامهم هدف العلاج ذاك، حامدين الله متقبلين لاضطراب التوحد الذي أصيب به أحد أبنائهم، فما هو إلا فرصة و اختبار تبرهن فيه لله أنك راض تمام الرضى، كما هناك أسر تهتم لأقوال الناس و دائما ما يأخذون بعين الإعتبار نظرة الناس لإبنهم ذاك، لا يفكرون بتاتا بشعور ذاك الطفل، لما يحتاجه ذاك الطفل، يمكن لذلك الطفل الضياع منهم يوما ما، أنذاك سيستيقضون من جهلهم ذاك، تعلم أن تنسى الآخرين دائما، و لا تؤذي ٱبنك أو ٱبنتك مقابل رأس تافه، أو إنسان لا يساوي شيئا أمام مرارة طفلك ذاك.

من كتابة: شيماء مناج

آخر تحديث

أحدث أقدم